كلمات ربى : معلوماته غير المتناهية ، والرجاء : طمع حصول ما فيه مسرة
مستقبلة ، ولقاء ربه : هو البعث وما يتبعه.
المعنى
الجملي
بعد أن ذكر
سبحانه ما أعده للكفار من العذاب فى جهنم ، جزاء كفرهم بربهم ، واستهزائهم برسله
وآياته ـ أردف ذلك بما يرغّب المؤمنين فى العمل الصالح من جنات تجرى من تحتها
الأنهار جزاء وفاقا على إنابتهم إليه وإخباتهم له ، ثم ختم السورة ببيان حال
القرآن الذي ذكر فيه الدلائل والبينات على وحدانيته وإرساله الرسل والبعث والجزاء
للدلالة على عظيم فضله ، ومزيد إنعامه ثم أعقب ذلك ببيان أن العمل لا يتقبّل إلا
إذا صاحبه أمران : أن يكون خالصا لوجهه تعالى ، وأن يكون مبرأ من الشرك الخفىّ
والجلىّ.
روى البخاري
ومسلم أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال «من سمّع سمّع الله به ، ومن يرائى يرائى
الله به» أي من عمل عملا مراءاة للناس ، وليشتهر به شهّره الله يوم القيامة وروى
مسلم عن أبى هريرة قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول «إن الله تبارك
وتعالى يقول : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، فمن عمل عملا أشرك فيه غيرى تركته
وشركه».
الإيضاح
(إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) أي إن الذين آمنوا بالله ورسوله ، وصدقوا المرسلين فيما
جاءوا به ، وعملوا صالح الأعمال ابتغاء المثوبة من ربهم ـ لهم بساتين الفردوس فى
أعلى الجنة وأوسطها منزلا.
أخرج البخاري
ومسلم عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم :