لولا : أي هلا
؛ وهى كلمة تفيد الحث على حدوث ما بعدها ، آية : أي معجزة تدل على صدقه ، البينة :
القرآن ، والصحف الأولى : التوراة والإنجيل وسائر الكتب السماوية ، نذل : أي نهان
، ونخزى : أي نفتضح ، متربص : أي منتظر ، الصراط : الطريق ، والسوىّ : أي
المستقيم.
المعنى
الجملي
بعد أن أمر
سبحانه رسوله بالصبر على أقاويلهم التي أرادوا بها تكذيبه وكيده له وشديد أذاه ـ حكى
بعض تلك الأقاويل الباطلة ، ومنها ادعاؤهم أن القرآن ليس بحجة ولا معجزة تدل على
نبوة محمد صلّى الله عليه وسلم ، ثم أبان لهم أنهم يوم القيامة سيعترفون بأنه آية
بينة ، فلو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا ، ومن
ثم لم نهلكهم قبله حتى تنقطع معذرتهم كما حكى الله عنهم من قوله : «قالُوا بَلى قَدْ
جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ».
ثم ختم السورة
بضرب من الوعيد وكأنه قال : قل لهم كل منا ومنكم منتظر لما يئول إليه أمرنا وأمركم
، وحينئذ يتميز المحق من المبطل بما يظهر على الأول من أنواع