عليه جبريل القرآن يتبعه حين يتلفظ بكل حرف وكل كلمة خوفا أن يصدر عليه
الصلاة والسلام ولم يحفظه ، فنهى عن ذلك ، إذ ربما يشغله التلفظ بالكلمة عن سماع
ما بعدها : وفى هذا أنزل قوله تعالى : «لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ
إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ. فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ».
وخلاصة ذلك ـ أنصت
حين نزول الوحى بالقرآن عليك ، حتى إذا فرغ الملك من قراءته ، اقرأه بعده.
(وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي
عِلْماً) أي سل الله زيادة فى العلم دون استعجال بتلاوة الوحى ،
فإن ما أوحى إليك يبقى لا محالة ، روى الترمذي عن أبى هريرة قال : كان رسول الله
صلى الله عليه وسلّم يقول : «اللهم انفعني بما علمتنى ، وعلمنى ما ينفعنى ، وزدنى
علما ، والحمد لله على كل حال ، وأعوذ بالله من حال أهل النار» وكان ابن مسعود إذا
قرأ هذه الآية قال : اللهم زدنى إيمانا وفقها ، ويقينا وعلما.