(يَعْلَمُ ما بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) أي يعلم ما بين أيدى عباده من شؤون الدنيا ، وما خلفهم
من أمور الآخرة ، وهم لا يعلمون جملة ذلك ولا تفصيله.
ولما ذكر خشوع
الأصوات أتبعه خضوع ذويها فقال :
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ
لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ) أي واستسلمت الخلائق لجبارها الحي الذي لا يموت ،
القائم على خلقه بتدبير شؤونهم ، وتصريف أمورهم.
وخص الوجوه
بالذكر ، لأنها أشرف الأعضاء الظاهرة ، ولأن آثار الذل والغبطة والسرور تظهر
عليها.
(وَقَدْ خابَ مَنْ
حَمَلَ ظُلْماً) أي وقد حرم الثواب من وافى الموقف وهو مشرك بالله ،
كافر بأنبيائه ، أو تارك لأوامره ، منغمس فى معاصيه.
وبعد أن ذكر
أهوال يوم القيامة بين حال المؤمنين حينئذ فقال :
(وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ
الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً) أي ومن يعمل صالح الأعمال على قدر طاقته ، وهو مؤمن
بربه ورسله ، وما أنزله عليهم من كتبه فلا يخاف من الله ظلما بأن يحمل عليه سيئات غيره
وأوزاره ، ولا يخاف أن يهضمه حسناته فينقصه ثوابها ، ونحو الآية قوله : «وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ
وِزْرَ أُخْرى».