فتولى فرعون :
أي انصرف عن المجلس ، كيده : أي ما يكيد به من السحرة وأدواتهم ، أتى : أي أتى
الموعد ومعه ما جمعه من الأعوان والسحرة ، ويلكم : أي هلاك لكم ، والافتراء : الاختلاق
والكذب ، فيسحتكم بعذاب : أي يستأصلكم ويهلككم بعذاب شديد ، فتنازعوا : أي
فتفاوضوا وتشاوروا ، وأسروا النجوى : أي بالغوا فى إخفاء كلامهم ، بطريقتكم المثلى
: أي بمذهبكم الذي أنتم عليه وهو أفضل المذاهب وأمثلها ، فأجمعوا كيدكم : أي
اجعلوا كيدكم مجمعا عليه ، صفا : أي مصطفين ، لأنه أهيب للصدور ، أفلح : أي فاز
بالمطلوب ، استعلى : أي غلب.
المعنى
الجملي
بعد أن ذكر
سبحانه أن موسى وفرعون اتفقا على موعد يجتمعان فيه وهو يوم عيد لهم ـ أردف ذلك ذكر
ما دبره فرعون بعد انصرافه عن المجلس من أمر السحرة وآلات السحر ، وأتى بجميع ذلك
، ثم ذكر أن موسى أوعدهم وحذرهم من عذاب لا قبل لهم به إن أقدموا على ما هم عازمون
عليه ، ثم بين أن السحرة حين سمعوا كلام موسى تنازعوا أمرهم وتشاوروا ماذا يفعلون
، وبالغوا فى إخفاء ما يريدون ، وقالوا ما موسى وهرون إلا ساحران يريدان أن
يغلباكم ويخرجاكم من دياركم ويرجوان أن تتركوا دينكم وهو أمثل الأديان وأفضلها ،
لتعتنقوا دينهما ، فحذار أن تفعلوا ذلك ولا يتخلفنّ منكم أحد وائتوا صفا واحدا وقد
فاز بالمطلوب من غلب.