(٨) (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) أي اخترتك لإقامة حجتى ، وجعلتك واسطة بينى وبين خلقى
فى تبليغ الدين وهدايتهم إلى التوحيد والشرع القويم الذي به صلاح البشر فى دينهم
ودنياهم.
وخلاصة ذلك ـ إنى
جعلتك من خواصى ، واصطفيتك برسالاتى وبكلامي ، فصرت بما آتيتك من كرامة النبوة
وجليل النعمة بالمكالمة ، أشبه بمن يراه الملك أهلا لكرامته ، فيقر به إليه ويجعله
من خواصه وندمائه ، ويصطنعه بالإحسان إليه فى الحين بعد الحين والفينة بعد الفينة.
الآيات : هى
المعجزات ، والمراد بها العصا واليد البيضاء ، فإن فرعون حين قال له : فأت بآية ،
ألقى العصا ونزع اليد وقال فذانك برهانان من ربك ، ولا تنيا : أي لا تفترا ولا
تقصّرا ، فى ذكرى : أي فى تبليغ رسالتى ، فالذكر يطلق على كل العبادات ، وتبليغ
الرسالة من أعظمها ، طغى : أي تجاوز الحد ، قولا لينا : أي لا عنف فيه ولا غلظة :
يتذكر : أي يتأمل فيذعن للحق ويؤمن ، يخشى : أي يخاف من بطش الله وعذابه ، يفرط :
أي يعجّل بالعقوبة ، من قولهم فرس فارط إذا كان سباقا للخيل ،