من النبيّين يصدر عنه بتأييد الآخر من إظهار الحق ما لا يصدر عنه مثله فى
حال الانفراد.
(إِنَّكَ كُنْتَ بِنا
بَصِيراً) أي عليما بأحوالنا ، وأن ما طلبناه مما يفيدنا فى تحقيق
ما كلفتنا به من إقامة مراسم الرسالة على أتم الوجوه وأكلها ، فإن هرون نعم العون
على أداء ما أمرت به من نشر معالم الدين ، وكبح جماح المضلين ، وإرشادهم إلى حق
اليقين.
السؤل : بمعنى
المسئول : أي المطلوب كالخبز بمعنى المخبوز ، منّنا : أي أنعمنا ، مرة أخرى : أي
فى وقت آخر غير هذا الوقت ، أوحينا : أي ألهمنا كما جاء فى قوله «وَأَوْحى رَبُّكَ
إِلَى النَّحْلِ» وقوله : «وَإِذْ
أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي» اقذفيه : أي ألقيه واطرحيه ، واليمّ : البحر. والمراد
به هنا نهر النيل ، والساحل : الشاطئ ، ولتصنع على عينى : أي ولتربّى وتغذّى بمرأى
منى وأنا مراعيك ومراقبك كما يرعى الرجل الشيء بعينيه دلالة على عنايته به ، يكفله
: أي يضمه إلى نفسه ، تقر عينها : أي تسر ، والغم : الكدر الناشئ من خوف شىء أو
فوات مقصود ، والفتون : الابتلاء والاختبار بالوقوع فى المحن ثم تخليصه منها ،
لبثت : أي أقمت ، مدين : بلد بالشام.