روى البخاري عن
المسور بن مخرمة «أن ناسا منهم جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعوه
على الإسلام وقالوا : يا رسول الله أنت خير الناس وأبرّ الناس وقد سبى أهلونا
وأولادنا وأخذت أموالنا ، (وقد سبى يومئذ ستة آلاف وأخذ من الإبل والغنم ما لا
يحصى) فقال عليه الصلاة والسلام : إن عندى من ترون ، إنّ خير القول أصدقه ،
اختاروا إما ذراريكم ونساءكم وإما أموالكم ، قالوا ما كنا نعدل بالأحساب شيئا ،
فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هؤلاء جاءونا مسلمين ، وإنا خيرناهم بين
الذراري والأموال ، فلم يعدلوا بالأحساب شيئا ، فمن كان بيده شىء وطابت به نفسه أن
يرده فشأنه ، ومن لا فليعطنا وليكن قرضا علينا حتى نصيب شيئا فنعطيه مكانه ، قالوا
رضينا وسلّمنا ، فقال صلى الله عليه وسلم : إنا لا ندرى لعل فيكم من لا يرضى ،
فمروا عرفاءكم فليرفعوا ذلك إلينا ، فرفعت إليه العرفاء أنهم قد رضوا».
النجس : من نجس
الشيء إذا كان قذرا غير نظيف والاسم النجاسة ، وقال الراغب : النجاسة : القذارة ،
وهى ضربان : ضرب يدرك بالحاسة ، وضرب يدرك بالبصيرة ، وهذا ما وصف الله به
المشركين فقال إنما المشركون نجس ، ويقال نجّسه ، إذا جعله نجسا ، ونجّسه : أزال
نجسه ومنه تنجيس العرب ، وهو شىء كانوا يفعلونه من تعليق عوذة على الصبى ليدفعوا
عنه نجاسة الشيطان ، والناجس والنجيس : داء خبيث لا دواء له اه.