والسكن ، وعلى إنفاق المال الذي هو أحب شىء إلى النفس ، وعلى بذل النفس
التي هى أعز شىء على الإنسان.
فما أجدرهم أن
يبشرهم بأنواع من الأجر والجزاء ما بين روحى وجسمانى ؛ فالأول الرحمة والرضوان.
والرضوان هو نهاية الإحسان وهو أعلى النعيم وأكمل الجزاء كما يدل على ذلك قوله : «وَعَدَ اللهُ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ
خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ
أَكْبَرُ».
وما رواه
الشيخان والترمذي والنسائي عن أبى سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : «إن الله يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة؟ فيقولون ، لبّيك ربّنا وسعديك ،
فيقول : هل رضيتم؟ فيقولون : وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك؟
فيقول : أنا أعطيكم أفضل من ذلك ، فيقولون ربّنا وأىّ شيء أفضل من ذلك؟ فيقول :
أحل عليكم رضوانى فلا أسخط عليكم بعده أبدا».
والثاني : هو
النعيم المقيم فى جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا.