عدد آيها
ثلاثون ومائة ، وهى مدنية ، ولها أسماء كثيرة : منها الفاضحة لما تضمنته من ذكر
أسرار المنافقين وأنبائهم بما فى قلوبهم من الكفر وسوء النيات ، والمدمدمة
والمخزية.
وقد نزل معظمها
بعد غزوة تبوك ، وهى آخر غزواته صلى الله عليه وسلم ، وقد كان الاستعداد لها وقت
القيظ زمن العسرة ، وفى أثنائها ظهر من علامات نفاق المنافقين ما كان خفيّا من
قبل.
وأولها نزل سنة
تسع بعد فتح مكة ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عليا ليقرأها على المشركين فى
الموسم.
روى البخاري عن
البراء بن عازب قال : آخر آية نزلت «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي
الْكَلالَةِ» وآخر سورة نزلت براءة.
ووجه المناسبة
بينها وبين ما قبلها ـ أنها كالمتممة لها فى معظم ما فى أصول الدين وفروعه ، وفى
التشريع الذي جلّه فى أحكام القتال والاستعداد له ، وأسباب النصر فيه ، وأحكام
المعاهدات والمواثيق من حفظها ونبذها عند وجود المقتضى لذلك ، وأحكام الولاية فى
الحرب وغيرها بين المؤمنين بعضهم مع بعض ، والكافرين بعضهم مع بعض ، وأحوال
المؤمنين الصادقين والكفار والمذبذبين من المنافقين ومرضى القلوب ، فما بدىء به فى
الأولى أتم فى الثانية ـ وهاك أمثله على ذلك :
(١) تفصيل
الكلام فى قتال المشركين وأهل الكتاب.
(٢) ذكر فى
الأولى صدّ المشركين عن المسجد الحرام ، وأنهم ليسوا بأوليائه ، وجاء فى الثانية «ما كانَ
لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ» إلى آخر الآيات (٣) ذكرت العهود فى سورة الأنفال ،
وافتتحت سورة التوبة بتفصيل الكلام فيها.