لما أخذ الرسول
صلى الله عليه وسلم الفداء من الأسرى شق عليهم أخذ أموالهم ، فأنزل الله هذه الآية
استمالة لهم وترغيبا فى الإسلام ببيان ما فيه من خيرى الدنيا والآخرة ، وتهديدا
وإنذارا لهم ببقائهم على الكفر وخيانته صلى الله عليه وسلم وبشارة للنبى صلى الله
عليه وسلم ، بحسن العاقبة والظفر له ولمن تبعه من المؤمنين.
روى أن الآية
نزلت فى العباس وعقيل بن أبى طالب ونوفل بن الحارث ، وكان العباس أسيرا يوم بدر
ومعه عشرون أوقية من الذهب أخرجها ليطعم الناس ، وكان أحد العشرة الذين ضمنوا
الطعام لأهل بدر ، فلم تبلغه النوبة حتى أسر ، فقال العباس :
كنت مسلما إلا
أنهم أكرهونى ، فقال عليه الصلاة والسلام : إن يكن ما تذكره حقا فالله يجزيك ،
فأما ظاهر أمرك فقد كان علينا ، قال العباس فكلمت رسول الله أن يرد ذلك الذهب علىّ
فقال : أمّا شىء خرجت لتستعين به علينا فلا ، قال : وكلفنى الرسول فداء ابن أخى
عقيل بن أبى طالب عشرين أوقية ، وفداء نوفل بن الحارث ، فقال العباس : تركتنى يا
محمد أتكفف قريشا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين الذهب الذي دفعته إلى
أم الفضل وقت خروجك من مكة وقلت لها : لا أدرى ما يصيبنى؟ فإن حدث بي حادث فهو لك
ولعبد الله وعبيد الله والفضل ، فقال العباس : وما يدريك؟ قال أخبرنى ربى ، قال
فأنا أشهد أنك صادق ، وأن لا إله إلا الله وأنك