responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 10  صفحه : 26

العداوتين حين نزول الآية عقب غزوة بدر ـ ممن لا تعلمون الآن عداوتهم بل يعلمهم الله وهو علام الغيوب.

والخلاصة ـ إن تكثير آلات الجهاد وأدواتها كما يرهب الأعداء الذين نعلم أنهم أعداء ـ يرهب الأعداء الذين لا نعلم أنهم أعداء ، فالاستعداد للحرب يرهبهم جميعا ويمنعهم من الإقدام على القتال ، وهذا ما يسمى فى العصر الحديث (السلام المسلح) (وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ) أي وما تنفقوا من شىء قليلا كان أو كثيرا فى إعداد المستطاع من القوة والمرابطة فى سبيل الله ـ بالله يعطيكم عليه الجزاء الوافي التام.

(وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) أي والحال أنه لا يلحقكم ظلم ولا اضطهاد من أعدائكم ، فإن القوىّ المستعد لمقاومة المعتدى قلما يعتدى عليه أحد ، وإن اعتدى عليه فقلّ أن يظفر به.

وفى هذا إيماء إلى أن إعداد المستطاع من القوة الحربية والمرابطة فى سبيل الله لا يمكن تحقيقهما إلا بإنفاق الكثير من المال ، ومن ثم رغّب سبحانه عباده المؤمنين فى الإنفاق فى سبيله ، ووعدهم بأن كل ما ينفقون فيها يوفى إليهم إما فى الدنيا والآخرة أو فى الآخرة فحسب.

وإذ كان السلم هو المقصد الأول لا الحرب أكده بقوله :

(وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) أي وإن مال العدو عن جانب الحرب إلى جانب السلم ولم يعتز بقوته فاجنح لها ، لأنك أولى بالسلم منهم.

(وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) أي اقبل السلم وفوّض الأمر إلى الله ولا تخف غدرهم ومكرهم ، فالله هو السميع لما يقولون ، العليم بما يفعلون ، فلا يخفى عليه ما يأتمرون به من الكيد والخداع وإن خفى عليك.

(وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ) أي وإن يريدوا بجنوحهم للسلم

نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 10  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست