ممن هو مشارك لهم فى النفاق ، وأن الله يعلم الغيوب كلها لا يخفى عليه شىء
فى الأرض ولا فى السماء ، فكيف يكذبون على الله فيما يعاهدونه به وعلى الناس فيما
يحلفون عليه باسمه.
لمزه : عابه ،
والمطّوّع : أي المتطوع ، وهو من يؤدى ما يزيد على الفريضة ، والصدقات : واحدها
صدقة ، والجهد (بالضم والفتح) الطاقة : وهى أقصى ما يستطيعه الإنسان ، وسخر منه :
استهزأ به احتقارا.
المعنى
الجملي
بعد أن ذكر
سبحانه بخل المنافقين وشحهم بأموالهم حتى بعد أن عاهدوا الله على الصدقة إذا آتاهم
من فضله ـ أردف ذلك ببيان أنهم لم يقتصروا فى جرمهم على هذا الحد ، بل جاوزوا ذلك
إلى لمز المؤمنين وذمهم فى صدقاتهم غنيهم وفقيرهم ، وأنهم لهذا قد وصلوا إلى حدّ
لم يعد لهم فيه أدنى حظ من الإسلام ، ولا أدنى نفع من استغفار الرسول ودعائه لهم
لرسوخهم فى الكفر بالله ورسوله وعدم الرجاء فى إيمانهم.
أخرج البخاري
ومسلم وغيرهما عن أبى مسعود البدري قال : «لما أمرنا بالصدقة