والخلاصة ـ إن
الإمامة والنبوة لا ينالها من دنّس نفسه ودسّاها بالظلم وقبيح الخلال ، وإنما
ينالها من شرفت خلاله ، وكملت أخلاقه ، وصفت نفسه ، لأن أهم أعمال الإمام رفع
الظلم والفساد حتى ينتظم العمران ، وتسود السكينة بين الناس.
البيت : غلب
استعماله في بيت الله الحرام بمكة ، مثابة : أي مرجعا يثوب إليه هؤلاء الزوار
وأمثالهم ، وأمنا : أي موضع أمن ، ومقام إبراهيم : هو الحجر الذي كان يقوم عليه
حين بناء الكعبة ، والمصلى : موضع الصلاة أي الدعاء والثناء على الله تعالى وعهد
إليه بكذا إذا وصاه به ، والثمرات : المأكولات مما يخرج من الأرض والشجر ،
والاضطرار : الإكراه ، يقال اضطررت فلانا إلى كذا : أي ألجأته إليه وحملته عليه.
المعنى
الجملي
ذكّر سبحانه
العرب في هذه الآيات بنعم أسبغها عليهم ومنن قلّدها جيدهم ، وهى جعل البيت الحرام
مرجعا للناس يقصدونه ثم يثوبون إليه ، وجعله مأمنا لهم في هذه البلاد بلاد المخاوف
التي يتخطف الناس فيها من كل جانب ، ودعوة إبراهيم للبيت وأهله