الابتلاء :
الاختبار ، أي معرفة حال المختبر بتعريضه لأمر يشق عليه فعله أو تركه ، والكلمات :
واحدها كلمة وتطلق على اللفظ المفرد وعلى الكلام المفيد ، والمراد هنا معناها من
أمر ونهى ، وأتمهنّ : أي قام بهنّ خير قيام وأدّاهنّ أحسن التأدية بلا تفريط ولا
توان ، وإماما : أي رسولا.
المعنى
الجملي
بعد أن حاجّ
سبحانه أهل الكتاب وبيّن كفرهم بالنبي الذي كانوا ينتظرونه لبشارة كتبهم به ، ذكر
هنا الأساس الذي بنى عليه الإسلام والنسب الذي يمتّ به ويحترمه أهل الكتاب ومشركو
العرب ، وهو ملة إبراهيم ونسبه ، فلا فضل إذا لليهود على العرب بأنهم يمتون بالنسب
إلى إبراهيم ودين إبراهيم ، إذ النسب واحد والملة واحدة.
فالقرآن حاج
أهل الكتاب الذين جاء لإصلاح دينهم بما أدخلوه عليه من تحريف لبعضه ونسيل لبعضه
الآخر ، وأثبت التوحيد والتنزيه لله تعالى ، وحاج أهل الشرك والوثنية التي جاء
لمحوها ، تارة بالبراهين العقلية وتارة بالأدلة الكونية في كثير من السور ولا سيما
السور المكية.
الإيضاح
(وَإِذِ ابْتَلى
إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) أي واذكر لقومك المشركين وغيرهم