responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 9  صفحه : 81

يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ) أي رجال من رجال ، والقوم اسم يجمع الرجال والنساء [١] ، وقد يختص بجمع الرجال ، كقول زهير :

وما أدري وسوف إخال أدري

أقوم آل حصن أم نساء [٢]

(عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَ)نزلت في امرأتين من أزواج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم سخرتا من أمّ سلمة ، وذلك أنّها ربطت خصريها بسبيبة ـ وهي ثوب أبيض ومثلها السب ـ وسدلت طرفيها خلفها. فكانت تجرها.

فقالت عائشة لحفصة : انظري ما تجرّ خلفها كأنّه لسان كلب. فهذا كان سخريتهما [٣].

وقال أنس : نزلت في نساء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عيّرن أمّ سلمة بالقصر. ويقال : نزلت في عائشة ، أشارت بيدها في أمّ سلمة أنّها قصيرة، وروى عكرمة ، عن ابن عبّاس أنّ صفية بنت حي بن أخطب أتت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : إنّ النساء يعيّرني فيقلن : يا يهودية بنت يهوديين ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هلّا قلت : إنّ أبي هارون ، وابن عمّي موسى ، وإنّ زوجي محمّد» [٧٠] [٤] ، فأنزل الله سبحانه هذه الآية.

(وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ) أي لا يعيب بعضكم بعضا ، ولا يطعن بعضكم على بعض. وقيل : اللمز العيب في المشهد ، والهمز في المغيب ، وقال محمّد بن يزيد : اللمز باللسان ، والعين ، والإشارة ، والهمز لا يكون إلّا باللسان ، قال الشاعر :

إذا لقيتك عن شحط تكاشرني

وإن تغيبت كنت الهامز اللمزة [٥]

(وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) قال أبو جبير بن الضحّاك : فينا نزلت هذه الآية في بني سلمة ، قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة ، وما منّا رجل إلّا له اسمان أو ثلاثة ، فكان إذا دعا الرجل الرجل باسم ، قلنا : يا رسول الله ، إنّه يغضب من هذا. فأنزل الله عزوجل : (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ).

قال قتادة ، وعكرمة : هو قول الرجل للرجل : يا فاسق ، يا منافق ، يا كافر ، وقال الحسن : كان اليهودي ، والنصراني يسلم ، فيقال له بعد إسلامه : يا يهودي ، يا نصراني ، فنهوا عن ذلك ، وقال ابن عبّاس : التنابز بالألقاب أن يكون الرجل عمل السيّئات ، ثمّ تاب منها ، وراجع الحقّ ، فنهى الله أن يعيّر بما سلف من عمله.


[١] تفسير القرطبي : ١٦ / ٣٢٥ مورد الآية.

[٢] كتاب العين : ٥ / ٢٣١.

[٣] تفسير القرطبي : ١٦ / ٣٢٦.

[٤] أسباب نزول الآيات للواحدي : ٢٦٤ ؛ تفسير القرطبي : ١٦ / ٣٢٦.

[٥] لسان العرب : ٥ / ٤٢٦ ؛ تاج العروس : ٤ / ٩٤.

نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 9  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست