قوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ) يعني العقل والعلم والعمل به والإصابة في الأمور.
قال محمّد بن
إسحاق بن يسار : وهو لقمان بن باعور بن باحور بن تارخ وهو آزر ، وقال وهب : كان ابن
أخت أيّوب. وقال مقاتل : ذكر أنّ لقمان كان ابن خالة أيّوب.
قال الواقدي :
كان قاضيا في بني إسرائيل ، واتّفق العلماء على أنّه كان حكيما ولم يكن نبيّا إلّا
عكرمة فإنّه قال : كان لقمان نبيّا ، تفرّد بهذا القول.
حدّثنا أبو
منصور الجمشاذي قال : حدّثني أبو عبد الله محمد بن يوسف ، عن الحسين بن محمد ، عن
عبد الله بن هاشم ، عن وكيع عن إسرائيل ، عن جابر ، عن عكرمة قال : كان لقمان
نبيّا. وقال بعضهم : خيّر لقمان بين النبوّة والحكمة ، فاختار الحكمة.
وروى عبد الله
بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه يقول : «حقّا
أقول لم يكن لقمان نبيّا ولكن عبد صمصامة كثير التفكير ، حسن اليقين [١] ، أحبّ الله
فأحبّه وضمن عليه بالحكمة» [١٨٢] [٢].
[وروي أنّ
لقمان في ابتداء أمره] [٣] كان نائما نصف النهار إذ جاءه نداء : يا لقمان هل لك أن
يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس بالحقّ؟ فأجاب الصوت فقال : إن خيّرني
ربّي قبلت العافية ولم أقبل البلاء ، وإن عزم عليّ فسمعا وطاعة. فإنّي أعلم إن فعل
ذلك بي عصمني وأعانني ، فقالت الملائكة بصوت لا يراهم : لم يا لقمان؟ قال : لأنّ
الحاكم بأشدّ المنازل وأكدرها يغشاه الظلم من كلّ مكان إن [وفي فبالحري] أن ينجو ،
وإن أخطأ أخطأ طريق الجنّة ، ومن يكن في الدنيا ذليلا [وفي الآخرة شريفا] خير من
أن يكون] في الدنيا] شريفا [وفي الآخرة ذليلا].
ومن تخيّر
الدنيا على الآخرة تفته [٤] الدنيا ولا يصيب الآخرة ، فعجبت الملائكة من حسن منطقه
فنام نومة فأعطي الحكمة. فانتبه يتكلّم بها [٥].