نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 5 صفحه : 51
(لَهُ عُدَّةً) وهي المتاع والكراع (وَلكِنْ كَرِهَ اللهُ) لم يرد الله (انْبِعاثَهُمْ) [خروجهم] (فَثَبَّطَهُمْ) فمنعهم وحبسهم (وَقِيلَ اقْعُدُوا) في بيوتكم (مَعَ الْقاعِدِينَ) يعني المرضى والزمنى ، وقيل : النساء والصبيان.
(لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ) الآية ، وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمر الناس بالجهاد لغزوة تبوك ، فلمّا خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم هو وعسكره على ثنيّة الوداع ، ولم يكن بأقلّ العسكرين ،
فلمّا سار رسول الله صلىاللهعليهوسلم تخلف عنه عبد الله بن أبيّ فيمن تخلف من المنافقين وأهل
الريب ، فأنزل الله تعالى [يعزي] نبيه صلىاللهعليهوسلم : (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ) يعني المنافقين (ما زادُوكُمْ إِلَّا
خَبالاً) فسادا ، وقال الكلبي : شرّا وقيل : غدرا ومكرا (وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ) يعني ولأوضعوا ركابهم بينكم ، يقال : وضعت الناقة تضع
وضعا ووضوعا إذا أسرعت السير ، وأوضعها إيضاعا أي جدّ بها فأسرع ، قال الراجز :
قال محمد بن
إسحاق يعني : أسرع الفرار في أوساطكم وأصل الخلال من الخلل وهو الفرجة بين الشيئين
وبين القوم في الصفوف وغيرها ، ومنه قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «تراصّوا في الصفوف لا يخللكم الشيطان كأولاد الحذف»
[٢٠] [٢].
(يَبْغُونَكُمُ
الْفِتْنَةَ) أي يبغون لكم ، يقول : يطلبون لكم ما تفتنون به ،
يقولون : لقد جمع [العدو] لكم فعل وفعل ، يخبلونكم.
وقال الكلبي : (يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ) يعني الغيب والسر ، وقال الضحاك : يعني الكفر ، يقال
فيه : بغيته أبغيه بغاء إذا التمسته بمعنى بغيت له ، ومثله عكمتك إن عكمت لك فيها
، وإذا أرادوا أعنتك عليه قالوا : أبغيتك وأحلبتك وأعكمتك [٣].
(وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ
لَهُمْ) قال مجاهد وابن زيد بينكم عيون لهم عليكم [يوصلون] ما
يسمعون منكم ، وقال قتادة وابن يسار : وفيكم من يسمع كلامهم ويطبعهم (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ لَقَدِ
ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ) أي عملوا بها لصد أصحابك عن الدين وردهم إلى الكفر
بتخذيل الناس عنك قبل هذا اليوم ، كفعل عبد الله بن أبي يوم أحد حين انصرف عنك
بأصحابه (وَقَلَّبُوا لَكَ
الْأُمُورَ) أجالوا فيك وفي إبطال دينك الرأي بالتخذيل عنك وتشتّت
أصحابك.
[١] تفسير الطبري :
١٠ / ١٨٧. البيت لدريد بن الصمة قاله في يوم هوازن كما في لسان العرب : ٨ / ٣٩٨.