responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 5  صفحه : 108

قال كعب : فلمّا سلمت على رسول الله وقلت : يا نبي الله من عند الله أم من عندك؟ قال : «بل من عند الله» ثم تلا عليهم : (لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ) إلى قوله (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) وقلت : يا نبي الله إن من توبتي ألّا أحدث الأصدقاء حتى أنخلع من مالي كلّه صدقة إلى الله وإلى رسوله فقال : «أمسك عليك بعض مالك فهو أخير لك» [٧٢] ، قلت : فإني أمسك سهمي الذي من خيبر قال : فما أنعم الله عليّ نعمة بعد الإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين صدقته أنا وصاحباي أن لا يكون كذبنا فهلكنا كما هلكوا وأني لأرجو أن لا يكون الله عزوجل أبلى أحدا في الصدق [منذ ذكرت ذلك لرسول الله أحسن مما ابتلاني والله ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله إلى يومي هذا] [١] وأني لأرجو أن يحفظني الله عزوجل فيما بقي ، هذا ما انتهى إلينا من حديث (الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا) [٢].

(حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ) المفسرون : أي ضاقت عليهم الأرض برمّتها (وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ) [ضاقت صدورهم بالهمّ والوحشة] (وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ) سمعت الحسن بن محمد بن جعفر النيسابوري وإبراهيم بن محمد بن زيد النيسابوري وعبد الله ختن والي بلد العراق يقول : سئل أبو بكر الوراق عن التوبة النصوح قال : أن تضيق علينا بما رحبت ويضيق عليه نفسه كتوبة كعب وصاحبه (ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ) إعادة تأكيد (لِيَتُوبُوا) فهذا بالتوبة منه.

سمعت أبا القاسم بن أبي بكر السدوسي ، سمعت أبا سعيد أحمد بن محمد بن رميح الزيدي ، سمعت الحسن بن علي الدامغاني يقول : قال أبو يزيد : غلطت في أربعة أشياء : في الابتداء مع الله سبحانه ظننت أني أحبه فإذا هو أحبّني قال الله تعالى : (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) [٣] فظننت أني أرضى عنه فإذا هو رضي عني قال الله تعالى : (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) وظننت أني أذكره فإذا هو ذكرني قال الله تعالى : (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) [٤] وشئت أن أتوب فإذا هو تاب عليّ قال الله تعالى : (ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال نافع : يعني مع محمد وأصحابه. سعيد بن جبير : مع أبي بكر وعمر ، ابن جريح وابن حبّان : مع المهاجرين دليله قوله تعالى : (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ) إلى قوله (أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) [٥].

أخبرني عبد الله بن محمد بن عبد الله. محمد بن عثمان بن الحسن. محمد بن الحسين


[١] عن تفسير الطبري.

[٢] راجع تفسير الطبري : ١١ / ٨١. ٨٣ ، ومسند أحمد : ٦ / ٣٨٧. ٣٩٠.

[٣] سورة المائدة : ٥٤.

[٤] سورة العنكبوت : ٤٥.

[٥] سورة الحشر : ٨.

نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 5  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست