نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 4 صفحه : 37
مصر فجسرهم سنة وكانت أمّه عنق ويقال عناق إحدى بنات آدم ، ويقال : إنّها
كانت أوّل من بغت على وجه الأرض وكان كل إصبع من أصابعها ثلاثة أذرع وذراعين ، وفي
كل إصبع ظفران حديدان مثل المنجلين. وكان موضع مجلسها جريبا من الأرض. فلمّا بغت
بعث الله عزوجل عليها أسدا كالفيلة وذئبا كالإبل ونسورا كالحمر وسلّطهم
عليها فقتلوها وأكلوها.
قالوا : فلما
لقيهم عوج وعلى رأسه حزمة حطب أخذ الإثني عشر فجعلهم في حجزته.
وحجزة الإزار
معقد السراويل التي فيها التكّة. فانطلق بهم إلى امرأته وقال : أنظري إلى هؤلاء
القوم الذين يزعمون أنهم يريدون أن يقاتلونا ، فطرحهم بين يديها.
وقال : ألا
أطحنهم برجلي ، فقالت امرأته : لا بل خلّ عنهم حتّى يخبروا قومهم بما رأوا ، ففعل
ذلك فجعلوا يتعرّفون أحوالهم ، وكان لا يحمل عنقود عنبهم إلّا خمسة أنفس منهم في
خشبة ويدخل في شطر الرّمانة إذا نزع حبّها خمسة أنفس أو أربعة ، فلمّا خرجوا قال
بعضهم لبعض : يا قوم إنّكم إن أخبرتم بني إسرائيل خبر القوم ارتدّوا عن نبي الله
ولكن اكتموا وأخبروا موسى عليهالسلام وهارون فيكونان هما يريان رأيهما ، فأخذ بعضهم على بعض
الميثاق بذلك. ثم انصرفوا إلى موسى وحاول بحبّة من عنبهم وفرّ رجل منهم ، ثم إنّهم
نكثوا العهد ، وكل واحد منهم نهى سبطه عن قتالهم ويخبرهم بما رأى ، إلّا رجلان
منهم يوشع وكالب [١] ، فذلك قوله تعالى (وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ
مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً).
وقال الله لبني
إسرائيل (إِنِّي مَعَكُمْ) ناصركم على عدوّكم.
ثم ابتدأ
الكلام فقال عزّ من قائل : (لَئِنْ أَقَمْتُمُ) يا معشر بني إسرائيل (الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ
الزَّكاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ) أي ونصرتموهم ووقرتموهم.