قال الثعلبي :
سمعت أبا القاسم بن حبيب يقول : سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله البغدادي يقول
: سأل رجل جنيدا [٤] كيف رضي المكر لنفسه ، وقد عاب به غيره؟ فقال : لا أدري
ما يقول ولكن لسيد بني [.....] [٥] الطبرانية :
فقال الرجل :
أسألك عن آية من كتاب الله وتجيبني بشعر الطبرانية فقال : ويحك قد أجبتك إن كنت
تعقل.
إن تخليته
إيّاهم مع المكر به. مكر منه بهم ، ومكر الله تعالى خاص بهم في هذه الآية إلقاء
الشبه على صاحبهم الذي أراد قتل عيسى حتى قتل وصلب ورفع عيسى إلى السماء.
قال ابن عباس :
إنّ ملك بني إسرائيل أراد قتل عيسى ، وقصده أعوانه. فدخل خوخة فيها كوّة ، فرفعه
جبرئيل من الكوّة إلى السماء. فقال الملك : لرجل منهم خبيث أدخل عليه فاقتله فدخل
الخوخة فألقى الله عليه شبه عيسى فخرج إلى النّاس فخبرّهم أنّه ليس في البيت
فقتلوه وصلبوه وظنّوا أنّه عيسى.
وقال وهب :
طرقوا عيسى في بعض الليل فأسروه ونصبوا خشبة ليصلبوه ؛ فلمّا أرادوا صلبه أظلمت
الأرض وأرسل الله الملائكة فحالوا بينهم وبينه وصلبوا مكانه رجلا يقال له يهودا
وهو الذي دلّهم عليه. وذلك أنّ عيسى جمع الحواريين تلك الليلة وأوصاهم ، ثم قال :
ليكفرنّ أحدكم قبل أن يصيح الديك ويبيعني بدراهم يسيرة. فخرجوا وتفرّقوا ، وكانت
اليهود تطلبه. فأتى