responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 79

قال الزجاج : مكر الله مجازاتهم على مكرهم فسمّى باسم الابتداء كقوله : (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) [١] ، وقوله : (وَهُوَ خادِعُهُمْ) [٢].

وقال عمرو بن كلثوم :

ألا لا يجهلن أحد علينا

فنجهل فوق جهل الجاهلينا [٣]

قال الثعلبي : سمعت أبا القاسم بن حبيب يقول : سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله البغدادي يقول : سأل رجل جنيدا [٤] كيف رضي المكر لنفسه ، وقد عاب به غيره؟ فقال : لا أدري ما يقول ولكن لسيد بني [.....] [٥] الطبرانية :

فديتك قد جعلت على هواكا

فنفسي لا تنازعني سواكا

أحبك لا ببعضي بل بكلي

وإن لم يبق حبك لي حراكا

ويقبح [من] سواك الفعل عندي

وتفعله فيحسن منك ذاكا [٦]

فقال الرجل : أسألك عن آية من كتاب الله وتجيبني بشعر الطبرانية فقال : ويحك قد أجبتك إن كنت تعقل.

إن تخليته إيّاهم مع المكر به. مكر منه بهم ، ومكر الله تعالى خاص بهم في هذه الآية إلقاء الشبه على صاحبهم الذي أراد قتل عيسى حتى قتل وصلب ورفع عيسى إلى السماء.

قال ابن عباس : إنّ ملك بني إسرائيل أراد قتل عيسى ، وقصده أعوانه. فدخل خوخة فيها كوّة ، فرفعه جبرئيل من الكوّة إلى السماء. فقال الملك : لرجل منهم خبيث أدخل عليه فاقتله فدخل الخوخة فألقى الله عليه شبه عيسى فخرج إلى النّاس فخبرّهم أنّه ليس في البيت فقتلوه وصلبوه وظنّوا أنّه عيسى.

وقال وهب : طرقوا عيسى في بعض الليل فأسروه ونصبوا خشبة ليصلبوه ؛ فلمّا أرادوا صلبه أظلمت الأرض وأرسل الله الملائكة فحالوا بينهم وبينه وصلبوا مكانه رجلا يقال له يهودا وهو الذي دلّهم عليه. وذلك أنّ عيسى جمع الحواريين تلك الليلة وأوصاهم ، ثم قال : ليكفرنّ أحدكم قبل أن يصيح الديك ويبيعني بدراهم يسيرة. فخرجوا وتفرّقوا ، وكانت اليهود تطلبه. فأتى


[١] سورة البقرة : ١٥.

[٢] سورة النساء : ١٤٢.

[٣] لسان العرب : ٣ / ١٧٧.

[٤] نسبه في إفحام المخاصم (٣٩) لسمنون.

[٥] كلمة غير مقروءة في المخطوط.

[٦] إفحام المخاصم لشيث بن إبراهيم : ٣٩.

نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست