قال الخليل
والفرّاء : أصلها بآيّة بتشديد الياء فثقل عليهم التشديد فأبدلوا لانفتاح ما قبل
التشديد وتقديرها فعله.
وقال الكسائي :
هي في الأصل أبيه مثل فاطمة فحذفت أحدى الياءين فلمّا قال ذلك عيسى لبني إسرائيل.
قالوا : وما هي؟ قال : إنّي ، قول نافع بكسر الألف على الاستئناف وإضمار القول.
وقرأ الباقون
بالفتح على معنى بأنّي.
(أَخْلُقُ) : أي أصور وأقدّر.
(لَكُمْ مِنَ الطِّينِ
كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ) : قرأ الزهري وأبو جعفر : كهيّة بتشديد الياء. والآخرون
بالهمزة. والهيئة الصورة المهيّأة ، وهي من قولهم هيأت الشيء إذا قصرته وأصلحته.
وقرأ أبو جعفر (الطائر) بالألف ، والباقون بغير ألف.
(فَأَنْفُخُ فِيهِ) : أي في الطين.
(فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ
اللهِ) : قرأه العامة على الجمع لأنّه خلق طيرا كثيرا.
وقرأ أهل
المدينة : (طائرا) على الواحد ذهبوا إلى نوع واحد من الطير ، لأنه لم يخلق غير
الخفّاش ، وإنمّا خصّ الخفّاش لأنه أكمل الطير خلقا ، ليكون أبلغ في القدرة لأن
لها ثديا وأسنانا وهي تحيض وتطير.
وقال وهب : كان
يطير ما دام النّاس ينظرون إليه ، فإذا غاب عن أعينهم سقط ميّتا ليتميّز فعل الخلق
من خلق الله ، وليعلموا أنّ الكمال لله تعالى.
(وَأُبْرِئُ
الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ) : أي أشفيهما وأصححهما فقال : أبرأ الله المريض من أبرأ
ـ وبرىء ـ هو يبرأ ـ وبريء ـ مبرأ ـ برأوا فيهما جميعا. واختلفوا في الأكمه :
فقال عكرمة
والأعمش ، ومجاهد والضحّاك : [هو الذي] يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل.
ابن عباس
وقتادة : هو الذي ولد أعمى ولم يبصر ضوء قط ، الحسن والسّدي : هو [الأعمى ، وحكى
الزجاج عن الخليل أن الأكمه هو الذي يولد أعمى وهو الذي يعمى وان كان بصيرا] [١] هو المعروف من
كلام العرب يقال : كمهت عينه تكمه كمها وكمهتها أنا إذا أعميتها.