responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 403

وقال الشاعر :

وخيل قد دلفت [١] لها بخيل

تحية بينهم ضرب وجمع [٢]

ثم وصف المنافقين فقال (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ) أنصارا وبطانة (مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ) يعني الرفد والمعونة والظهور على محمّد وأصحابه.

وقال الزجاج : العزة يعني المنعة والشدة والغلبة مأخوذ من قولهم : أرض عزاز أي صلبة لا يفيد عليها شيء ويقال : استعز على المريض اشتد وجعه ، وقولهم يعز عليّ أي يشتد ، وقولهم إذا عز الشيء لم يوجد فتأويله قد اشتد وجود وصف إن وجد (فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) أي القدرة لله جميعا وهو سيد الأرباب. ثم قال (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ) يا معشر المسلمين بمكة (فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ) يعني القرآن (يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) أي يأخذوا في حديث غير الاستهزاء بمحمد وأصحابه والقرآن.

وذلك إن المنافقين كانوا يجلسون إلى أحبار اليهود فيستهزءون بالقرآن ويكذبون به ويحرفونه عن مواضعه فنهى الله تعالى المسلمين عن مجالستهم ومخالطتهم ، والذي نزل في الكتاب قوله تعالى (وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) [٣] الآية.

الضحاك عن ابن عباس : ودخل في هذه الآية كل محدث في الدين ، وكل مبتدع إلى يوم القيامة.

الكلبي عن أبي صالح : صح هذا القول بقوله عزوجل (وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ) الشرك والاستهزاء (مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلكِنْ ذِكْرى) أي ذكروهم وعظوهم بالقرآن (لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) الاستهزاء بمحمّد والقرآن (إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ) إذا قعدتم عندهم فأنتم إذا مثلهم (إِنَّ اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ) أي ينتظرون بكم الدوائر يعني المنافقين (فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ) يعني النصر والغنيمة (قالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ) على دينكم فأعطونا من الغنيمة (وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ) يعني دولة وظهورا على المسلمين (قالُوا) يعني المنافقين (أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ) ألم نخبركم بعزيمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه ونطلعكم على سرّهم.

وقال أهل اللغة : (أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ) ويغلب عليكم قال : استحوذ أي غلب.

وفي الحديث كان عمر أحوذنا أي غالب أمرنا في الحق.

وقال العجّاج :

يحوذهن وله حوذي.

[كما يحوذ الفئة] الكميّ [٤].


[١] دلفت : زحفت.

[٢] لسان العرب : ٥ / ٢٦٤.

[٣] سورة الأنعام : ٦٨.

[٤] الحوذ : السير الشديد ، والحوز : السير برفق ، والبيت في تصحيفات المحدثين للعسكري : ٢٠٦.

نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست