responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 40

وقال معاذ بن جبل : أحتبست عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما لم أصلّ معه الجمعة. فقال : يا معاذ ما منعك من صلاة الجمعة؟ قلت : يا رسول الله كان ليوحنا اليهودي عليّ أوقية [من تبر] ، وكان على بابي يرصدني ، فأشفقت أن يحبسني دونك. فقال : «أتحب يا معاذ أن يقضي الله دينك؟». قلت : نعم يا رسول الله. قال : قل (اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ) .. إلى قوله : (بِغَيْرِ حِسابٍ) ، وقل : «يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها تعطي منها ما تشاء وتمنع منها ما تشاء ، أقض عني ديني. فإن كان عليك ملئ الأرض ذهبا قضاه الله عنك» [٣٧] [١].

قال قتادة : ذكر لنا أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سأل ربه أن يجعل ملك فارس والروم في أمته ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

وقال ابن عباس ، وأنس بن مالك : لما فتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مكة ووعد أمته ملك فارس والروم. قالت : المنافقين واليهود : هيهات هيهات من أين لمحمد ملك فارس ، هم أعزّ وأمنع من ذلك ، ألم يكف محمدا مكة والمدينة حتى طمع في ملك فارس والروم. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

وروى كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده ، قال : خطّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الخندق في عام الأحزاب. ثمّ قطع أربعين ذراعا بين كلّ عشرة ، قال : فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي ، وكان رجلا قويا ، فقال المهاجرون : سلمان منّا. وقال الأنصار : سلمان منّا.

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سلمان منّا أهل البيت» [٣٨].

قال عمرو بن عوف : كنت أنا وسلمان وحذيفة والنعمان بن مقرن المزني وستة من الأنصار في أربعين ذراعا ، فحفرنا حتى بلغنا الصدى أخرج الله من بطن الخندق صخرة مروة كسرت حديدنا وشقّت علينا. فقلنا يا سلمان : آت إلى رسول الله وأخبره خبر هذه الصخرة. فإمّا أن نعدل عنها فإنّ المعدل قريب ، وإما أن يأمرنا فيها بأمر ، فإنّا لا نحب أن نجاوز خطة.

قال : فرقى سلمان إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ضارب عليه قبّة تركية. فقال : يا رسول الله خرجت صخرة بيضاء مروة من بطن الخندق ، وكسرت حديدنا وشقت علينا حتى ما يجيء منها قليل ولا كثير ، فمرنا فيها بأمرك فإنّا لا نحب أن نجاوز خطك ، قال : فهبط رسول الله مع سلمان الخندق وبقينا نحن التسعة على شفة الخندق. فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المعول من سلمان فضربها ضربة صدعها ، وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها ، يعني المدينة ، حتى لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم ، فكبّر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تكبير فتح ، وكبّر المسلمون ، ثم ضربها صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكسرها ،


[١] تفسير القرطبي : ٤ / ٥٢ ، ومسند الشاميين : ٣ / ٣٢٠ ، ح ٢٣٩٨.

نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست