نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 34
(قائِماً بِالْقِسْطِ) : أي بالعدل ونظام الآية «شهد الله قائما بالقسط». وهو
نصب على الحال.
وقال الفرّاء :
هو نصب على القطع كأن أصله القائم ، وكذلك هو في (عبد الله) فلما قطعت الألف
واللام نصب لقوله تعالى : (وَلَهُ الدِّينُ
واصِباً)[١].
وقال أهل
المعاني في قوله : (قائِماً بِالْقِسْطِ) : أي مدبّر ، رازق ، مجازي بالأعمال كما يقال : فلان
قائم بأمري : أي مدبّر له متعهد لأسبابه ، وقائم بحق فلان : أي بحاله.
(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) : كرّر ؛ لأنّ الأولى حلت محل الدعوى ، والشهادة
الثانية حلت في محل الحكم.
وقال جعفر
الصّادق : الأولى [وصف وتوحيد] والثانية رسم وتعليم يعني قولوا : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[٢].
وفتح الكسائي
ومحمد بن عيسى الاصفهاني ألف (إنّ) ردا على (أنّ) الأولى في قوله : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ) يعني : شهد الله أنّه ، وشهد أن الدين عند الله الإسلام
، وكسر الباقون على الابتداء. والإسلام [من السلم : الإيمان و] الطاعة يقال : أسلم
أي : دخل في السلم. وذلك كقولهم : أستى وأربع وأمحط واخبت : أي دخل فيها.
سفيان : قال
قتادة : في قوله : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ
اللهِ الْإِسْلامُ) قال : [شهادة] أن لا إله إلا الله. والإقرار بأنّها من
عند الله ، وهو دين الله الذي شرع لنفسه ، وبعث به رسله ودلّ عليه أولياءه ولا
يقبل غيره ولا جزى إلّا به.
(وَمَا اخْتَلَفَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) الآية ، قال الربيع : إنّ موسى عليهالسلام لما حضرته الوفاة دعا سبعين حبرا من أحبار بني إسرائيل
، واستودعهم التوراة ، وجعلهم أمناء عليها ، واستخلف يوشع بن نون.
فلمّا مضى
القرن الأول والثاني والثالث وقعت الفرقة بينهم ، وهم الذين أوتوا الكتاب من أبناء
أولئك السبعين حتى أوقعوا بينهم الدماء ، ووقع الشر والإختلاف وذلك (مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ) يعني : بيان ما في التوراة (بَغْياً بَيْنَهُمْ) : أن طلبها للملك والرئاسة والتحاسد والمناقشة ؛ فسلط
الله عليهم الجبابرة.