نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 305
الذي يلزمك ويصحبك رجاء برّك ورفدك. وقال ابن عباس : إنّي لأستحي أن يطأ
الرجل بساطي ثلاث مرات لا يرى عليه أثر من برّي. وقال المهلّب : إذا غدا عليكم
الرجل وراح ، فكفى به مسألة وتذكرة بنفسه.
وقد قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنّ خير الأصحاب عند الله عزوجل خيرهم لصاحبه ، خير الجيران عند الله خيرهم لجاره» [١] [٣١٢].
عثمان بن عطا ،
عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ليس بمؤمن من لا يؤمن جاره بوائقه ، فأيّما رجل أغلق
أبوابه دون جاره ، فخافه على أهله وماله فليس ذلك بمؤمن». قالوا : يا رسول الله ،
وما حق الجار؟ قال : «إن دعاك أجبته ، وإن أصابته فاقة عدت عليه ، وإن استقرضك
أقرضته ، وإن أصابه خير هنأته ، وإن مرض عدته ، وإن أصابه مصيبة عزّيته ، وإن توفي
شهدت جنازته ، ولا تستعل عليه بالبنيان لتحجب عنه الريح إلّا بإذنه ، ولا تؤذه
بقتار [٢] قدرك إلّا أن يغرف له منها ، وإن ابتعت فاكهة فأهد له منها ، وإن لم تفعل
فأدخلها سرّا ، ولا يخرج ولدك منها فيغيظ ولده».
ثم قال صلىاللهعليهوسلم : «الجيران ثلاثة : فمنهم من له ثلاثة حقوق ، ومنهم من
له حقّان ، ومنهم من له حق واحد ؛ فأما صاحب الثلاثة الحقوق : فالمسلم الجار ذو
الرحم ، له حق الإسلام وحق الجوار وحق الرحم ، وأمّا صاحب الحقّين : فالمسلم الجار
له حق الإسلام وحق الجار ، وأمّا صاحب الحق الواحد ، فالمشرك الجار ، له حق الجوار
، وإن كان مشركا» [٣] [٣١٣].
أبو هشام
القطان ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من آذى جاره فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ،
ومن حارب جاره فقد حاربني ، ومن حاربني فقد حارب الله عزوجل» [٤] [٣١٤].
(وَابْنِ السَّبِيلِ
وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) يعني المماليك ، عن أبي أمامة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم دفع إلى أبي ذرّ غلاما ، فقال : «يا أبا ذرّ أطعمه مما
تأكل واكسه مما تلبس» ، قال : لم يكن له سوى ثوب واحد فجعله نصفين ، فراح إلى نبي
الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «ما شأن ثوبك هذا؟» ، فقال : إن الفتى الذي
دفعته إليّ أمرتني أن أطعمه مما آكل واكسوه مما ألبس ، وإنه لم يكن معي إلّا هذا
الثوب فناصفته ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أشير عليك بأن تعتقه» ، ثم قال رسول الله : «ما فعل
فتاك؟» قال : ليس لي فتى فقد أعتقته ، قال : «آجرك الله يا أبا ذرّ» [٥] [٣١٥].