نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 273
فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «أزنيت أنت؟» قال : نعم فأمر به النبي صلىاللهعليهوسلم فرجم ، وجاء النبي فقال : «استغفروا لماعز بن مالك» ،
فقالوا : أيغفر الله لماعز بن مالك؟ فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «لقد تاب ماعز توبة لو قسّمت بين أمة لوسعتها» [١] [٢٥٧].
وروى الزهري عن
عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب قال : لقد خشيت أن يطول الناس
زمان حتى يقول قائل لا نجد الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ،
ألا وإن الرجم حق على من زنا ، إذا أحصن وقامت البينة أو الحمل أو الاعتراف ، وقد
قرأتها : الشيخ والشيخة فارجموهما البتة ، ألا وقد رجم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ورجمنا بعده.
(إِنَّمَا التَّوْبَةُ
عَلَى اللهِ) قال الحسن : يعني التوبة التي يقبلها الله ، فتكون على
بمعنى عند ، أقامه مقام صفة.
قال الثعلبي :
وسمعت أبا القاسم بن حبيب يقول : سمعت أبا بكر بن عياش يقول : (على) هاهنا بمعنى (من)
يقول : إنما التوبة من الله (لِلَّذِينَ
يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ) ، اختلفوا في معنى الجهالة : فقال مجاهد والضحاك : هي
العمد.
وقال الكلبي :
لم يجهل أنه ذنب ولكنه جهل عقوبته.
وقال سائر
المفسرين : يعني المعاصي كلها ، فكل من عصى ربّه فهو جاهل حتى ينزع عن معصيته.
قتادة : اجتمع
أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فرأوا أنّ كل شيء عصي به ربّه فهو جهالة ، عمدا كان أو
غيره.
وقال الزجاج :
معنى قوله : (بِجَهالَةٍ) اختيارهم اللذة الفانية على اللذة الباقية ، نظيرها في
الأنعام (مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ
سُوءاً بِجَهالَةٍ)[٢] ، (ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ
قَرِيبٍ) معناه قبل أن يحبطون السوء بحسناته فيحبطها.
قال السدي
والكلبي : القريب ما دام في صحته قبل المرض والموت.
عكرمة وابن زيد
: ما قبل الموت فهو قريب.
أبو مجلن
والضحاك : قبل معاينة ملك الموت.
أبو موسى
الأشعري : هو أن يتوب قبل موته بفواق ناقة.
[١] كنز العمال : ١٣
/ ٥٩٢ ـ ٥٩٣ ، شرح مسند أبي حنيفة : ٢٥٢.