responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 268

(فَلَهَا النِّصْفُ) ثم قال : (وَلِأَبَوَيْهِ) يعني لأبوي الميت ، كناية عن غير المذكور (لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كانَ لَهُ وَلَدٌ) أو ولدان ، والأب هاهنا صاحب فرض (فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَواهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ) قرأ أهل الكوفة : (فَلِأِمِّهِ) بكسر الهمزة ، وقرأ الباقون : بالضم على الأصل.

(فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ) اثنين كانا أو أكثر ذكرانا أو إناثا (فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ) هذا قول عامة الفقهاء ، وكان ابن عباس لا يحجب الأم عن الثلث إلى السدس بأقل من ثلاثة أخوة ، وكان يقول في أبوين وأخوين : للأم الثلث وما بقي فللأب ، اتبع ظاهر اللفظ.

وروى : أن ابن عباس دخل على عثمان فقال : لم صار الأخوان يردان الأم إلى السدس ، وإنما قال الله عزوجل : (فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ) والأخوان في لسان قومك ليسا بأخوة؟ فقال عثمان : هل أستطيع نقض أمر قد كان قبلي وتوارثه الناس ومضى في الأمصار. وقول ابن عباس في هذا غير مأخوذ به ، وأما الآية فإن العرب توقع اسم الجمع على التثنية ، لأن الجمع ضمّ شيء إلى شيء ، فأقل الجموع اثنان وأقصاها لا غاية له ، قال الله تعالى : (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) [١].

وتقول العرب : ضربت من زيد وعمرو ، رؤوسهما فأوجعت من إخوتك ظهورهما.

وأنشد الأخفش :

لما أتتنا المرأتان بالخبر

أن الأمر فينا قد شهر [٢]

قال الثعلبي : وأنشدني أبو القاسم الحبيبي قال : أنشدني أبو سعيد أحمد بن محمد بن رمح الزيدي :

ويحيى بالسلام غني قوم

ويبخل بالسلام على الفقير

أ ليس الموت بينهما سواء

إذا ماتوا وصاروا في القبور [٣]

(مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ) قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم : (يوصى) بفتح الصاد ، الباقون : بالكسر وكذلك الآخر.

واختلفت الرواية فيهما عن عاصم ، والكسر اختيار أبي عبيد وأبي حاتم لأنّه جرى ذكر الميت قبل هذا ، قال الأخفش : وتصديق الكسر يوصين ويواصون.

(آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً).


[١] سورة التحريم : ٤.

[٢] تفسير القرطبي : ٥ / ٧٣.

[٣] تفسير القرطبي : ٥ / ٧٣ ، و ١٤ / ١٠٦.

نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست