نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 230
وروى ابن أبي
مليكة عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف : أنّ مروان بن الحكم قال لمولاه : يا أبا
رافع اذهب إلى ابن عباس وقل له : إن كان كل امرئ منا يفرح بما أوتي وأحب أن يحمد
لما لم يفعل معذبا لنغدين جميعا. فقال ابن عباس : ما لكم ولهذه الآية ، إنما دعاء
رسول الله اليهود فسألهم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره وأروه أنهم أخبروه بما
قد سألهم عنه ، فاستحمدوا بذلك إليه وفرحوا بكتمانهم إياه ذلك ، فنزلت هذه الآية.
قتادة ومقاتل :
أتت يهود خيبر النبي الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا : نحن نعرفك ونصدقك وإنّا على رأيكم ونحن لكم
ردأ ، وليس ذلك في قلوبهم ، فلما خرجوا من عنده قال لهم المسلمون : ما صنعتم؟ قال
: عرفناه وصدقناه ، فقال لهم المسلمون : أحسنتم هكذا فافعلوا ، فحمدوهم ودعوا لهم
فأنزل الله لهم هذه الآية.
وروى شعبة عن
مغيرة عن إبراهيم قال : نزلت في ناس من اليهود جهّزوا جيشا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنفقوا عليهم ، وقرأها إبراهيم (بما أوتوا) ممدودا أي
أعطوا.
عن عطاء بن أبي
رباح قال : دخلت مع ابن عمر إلى عائشة رضياللهعنها فقال ابن عمر : أخبريني بأعجب ما رأيت من رسول الله؟
فبكت فأطالت ثم قالت : كل أمر رسول الله عجب ، أتاني في ليلتي فدخل معي في لحافي
حتى ألصق جلده بجلدي ثم قال : يا عائشة هل لك أن تأذني لي في عبادة ربّي عزوجل؟ فقلت : والله يا رسول الله إني لأحبّ قربك وأحبّ هواك
قد أذنت لك ، فقام عليه الصلاة والسلام إلى قربة من ماء في البيت فتوضأ ولم يكثر
صب الماء ، ثم قام يصلي فقرأ من القرآن وجعل يبكي حتى بلغ الدموع حجره ، ثم رفع
يده فجعل يبكي حتى رأيت الدموع قد بلت الأرض ، فأتاه بلال بصلاة الغداة فرآه يبكي
فقال : يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك (ما تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ)؟ فقال : «يا بلال أفلا أكون عبدا شكورا» ثم قال : «وما
لي لا أبكي وقد أنزل الله تعالى في هذه الليلة عليّ (إِنَّ فِي خَلْقِ
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
الآية. ثم قال
: ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها» [١] [٢١٠].
وعن محمد بن
علي بن أبي طالب رضياللهعنهما عن أبيه : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان إذا قام من الليل يسوّك ثم ينظر إلى السماء ثم يقول
: (إِنَّ فِي خَلْقِ
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) إلى قوله (فَقِنا عَذابَ
النَّارِ).