(وَإِذْ أَخَذَ اللهُ
مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) في أمر محمد صلىاللهعليهوسلم لتبيّننه للناس ولا يكتمونه. قرأ عاصم وأبو عمر وأهل
مكة : بالياء فيهما واختاره أبو عبيد.
الباقون :
بالتاء واختاره أبو حاتم ، فمن قرأ بالتاء فعلى إضمار القول ، أي قال : ليبيننه ،
ودليله قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ
مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ)[١] ومن قرأ بالياء فلقوله : (فَنَبَذُوهُ وَراءَ
ظُهُورِهِمْ) طرحوه وضيعوه وتركوا العمل به.
(وَاشْتَرَوْا بِهِ
ثَمَناً قَلِيلاً) يعني المأكل (فَبِئْسَ ما
يَشْتَرُونَ).
قال قتادة :
هذا لميثاق الله أخذ على أهل مكة ممّن علم شيئا فليعلّمه ، وإيّاكم وكتمان العلم
فإنه هلكة.
وقال محمد بن
كعب : لا يحل لعالم أن يسكت على علمه ولا لجاهل أن يسكت على جهله ، قال الله : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتابَ) الآية ، وقال : (فَسْئَلُوا أَهْلَ
الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)[٢].
ثابت بن البناني
عن أبي رافع عن أبي هريرة أنه قال : لو لا ما أخذ الله على أهل الكتاب ما حدثتكم
بشيء ، ثم تلا هذه الآية (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ).
أبو عبيدة عن
عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من كتم علما عن أهله ألجم يوم القيامة لجاما من نار»
[٣].
وعن الحسن بن
عمارة قال : أتيت الزهري بعد أن ترك الحديث فألقيته على بابه فقلت : إن رأيت أن
تحدثني؟ فقال : أما علمت أني قد تركت الحديث فقلت : إما أن تحدثني وإما أن أحدثك.
فقال : حدثني. فقلت : حدثني الحكم ابن عيينة عن نجم الجزار قال : سمعت عليا عليهالسلام يقول : «ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ
على أهل العلم أن يعلموا» قال : فحدثني بأربعين حديثا [٤].