نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 218
فقالت أم حذافة
له : ويحك ما أردت إلّا أن تعرضني لرسول الله. فقال : كان الناس قد آذوني فيك
فأحببت أن أسأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم فإن كانوا صدقوا رضيت وسكت ، وإن كذبهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم كفّوا عني.
وقال أبو
العالية : سأل المؤمنون أن يعطوا علامة يفرقون بها بين المؤمنين والمنافقين ،
فأنزل الله عزوجل(ما كانَ اللهُ
لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ) واختلفوا في حكم الآية ونظمها :
فقال بعضهم :
الخطاب للكفار والمنافقين من الكفر والنفاق (حَتَّى يَمِيزَ
الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)
وهذا قول ابن عباس
والضحاك ومقاتل والكلبي وأكثر المفسرين.
وقال آخرون :
الخطاب للمؤمنين الذين أخبر عنهم ، ومعنى الآية : ما كان الله ليذركم يا معشر
المؤمنين على ما أنتم عليه من التباس المؤمن بالمنافق ، (حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) ، وعلى هذا القول هو من خطاب التلوين ، رجع من الخبر
إلى الخطاب كقوله : (وَجَرَيْنَ بِهِمْ)[١].
وهذا قول أكثر
أهل المعاني ، واللام في قوله : (لِيَذَرَ) لام الجحد ، وهي في تأويل كي ، ولذلك نصب ما بعدها حتى
يميّز.
قرأ الحسن
وقتادة وأهل الكوفة : بضم الياء والتشديد وكذلك التي في الأنفال ، واختاره أبو
عبيد وأبو حاتم.
الباقون : بفتح
الياء مخففا.
يقال : بان
الشيء يميّزه ميزا وميّزه تميّزا ، إذا فرّقه وامتاز وانماز هو بنفسه.
قال أبو معاذ
يقال : مزت الشيء أميزه ميزا إذا فرقت بين شيئين ، فإذا كانت أشياء قلت : ميّزتها
تمييزا ، ومثله إذا جعلت الشيء الواحد شيئين ، قلت : فرّقت بينهما ، ومنه فرق
الشعر ، فإن جعلت أشياء قلت : فرقه وفرقها تفريقا ، ومعنى الآية : حتى يميّز
المنافق من المخلص فيميّز الله المؤمنين يوم أحد من المنافقين ، حيث أظهروا النفاق
وتخلفوا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قتادة : حتى
يميّز المؤمن من الكافر بالهجرة والجهاد ، ونظيرها في سورة الأنفال. ابن