responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 190

(لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ) في العاقبة (وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) من الغنائم.

قرأه العامة : (تجمعون) بالتاء لقوله : (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ ... أَوْ مُتُّمْ) ، وقرأ حفص : بالياء على الخبر عن الغالبين ، يعني خير ممّا يجمع الناس من الأموال.

(وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ ... أَوْ مُتُّمْ ... لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ) في العاقبة (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ) أي فبرحمة من الله (ما) صلة كقوله عزوجل : (فَبِما نَقْضِهِمْ) [١] و (عَمَّا قَلِيلٍ) [٢] و (جُنْدٌ ما هُنالِكَ) [٣].

وقال بعضهم : يحتمل لأن تكون (ما) استفهاما للتعجب تقديره : فبأي رحمة من الله لنت لهم أي سهّلت لهم أخلاقك وكثر احتمالك ، ولم يسرع إليهم فيما كان منهم يوم أحد.

يقال : لآن له يلين لينا وليانا إذا رقّ له وحسن خلقه.

(وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا) يعني جافيا سيء الخلق قاسي القلب قليل الاحتمال ، يقال : فظظت تفظ فظاظة وفظاظا فأنت فظ ، والأنثى فظة ، والجمع فظاظ.

وأنشد المفضل :

وليس بفظ في الأداني والاولى

يؤمون جدواه ولكنه سهل [٤]

وقال آخر :

أموت من الضر في منزلي

وغيري يموت من الكظة

ودنيا تجود على الجاهلين

وهي على ذي النهى فظة [٥]

(غَلِيظَ الْقَلْبِ) ، قال الكلبي : (فَظًّا) في القول (غَلِيظَ الْقَلْبِ) في الفعل.

(لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) لنفروا وتفرقوا عنك يقال : فضضتهم وانفضوا ، أي فرقتهم فتفرقوا.

قال أبو النجم يصف إبلا :

مستعجلات القبض غير جرد

ينفض عنهنّ الحصى بالصّمد [٦]

وأصل الفض الكسر ، ومنه قولهم : لا يفضض الله فاك ، قال أهل الإشارة في هذه الآية : منه العطاء ومنه الثناء.


[١] سورة المائدة : ١٣.

[٢] سورة المؤمنون : ٤٠.

[٣] سورة ص : ١١.

[٤] تفسير القرطبي : ٤ / ٢٤٩.

[٥] تفسير القرطبي : ٤ / ٢٤٨ ، والكظة : البطنة.

[٦] تفسير القرطبي : ٤ / ٢٤٩.

نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست