responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 182

كما يقول بصريّ منسوب إلى بصرة ، فكذلك (رِبِّيُّونَ) منسوب إلى الربّ ، وقال بعضهم : مطيعون منيبون إلى الله (فَما وَهَنُوا).

قرأه العامة : بفتح الهاء ، وقرأ قعنب أبو السماك العدوي : بكسر الهاء ، فمن فتحه فهو من وهن يهن وهنا ، مثل وعد يعد وعدا ، قاله المبرد وأنشد :

إن القداح إذا اجتمعن فرامها

بالكسر ذو جلد وبطش أيد

عزّت ولم تكسر وإن هي بددت

قالوهن والتكسير للمتبدد [١]

ومن كسر فهو من وهن يهن ، مثل ورم يرم قاله أبو حاتم.

فقال الكسائي : هو من وهن يوهن وهنا ، مثل وجل يوجل وجلا.

قال الشاعر :

طلب المعاش مفرق بين الأحبة والوطن

ومصير جلد الرجال إلى الضّراعة والوهن [٢]

ومعنى الآية : فـ (ما ضَعُفُوا) عن الجهاد لما نالهم من ألم الجراح ، وقيل : الأصحاب وما عجزوا لقتل نبيّهم.

قال قتادة والربيع : يعني ما ارتدّوا عن بصيرتهم ودينهم ، ولكنهم قاتلوا على ما قاتل عليه نبيهم حتى لحقوا بالله ، السدي : وما ذلّوا ، عطاء : وما تضرّعوا ، مقاتل : وما استسلموا وما خضعوا لعدوهم ، أبو العالية : وما جبنوا ، المفضل والقتيبي : وما خشعوا ، ومنه أخذ المسكين لذله وخضوعه وهو مفعيل منه ، مثل معطير من العطر ومنديل من الندل ، وهو دفعه من واحد إلى آخر ، وأصل الندل السوق ، ولكنهم صبروا على أمر ربّهم وطاعة نبيّهم وجهاد عدوهم.

(وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ وَما كانَ قَوْلَهُمْ).

قرأ الحسن وابن أبي إسحاق : (قَوْلُهُمْ) بالرفع على اسم كان وخبره في قوله : (أَنْ قالُوا).

وقرأ الباقون : بالنصب على خبر كان والاسم في أن ، قالوا تقديره : وما كان قولهم إلّا قولهم كقوله : (وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ) [٣] و (ما كانَ حُجَّتَهُمْ) [٤] ونحوهما ، ومعنى الآية : (وَما كانَ قَوْلَهُمْ) عند قتل نبيّهم (إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا) يعني خطايانا الكبار ، وأصله مجاوزة الحد (وَثَبِّتْ أَقْدامَنا) كيلا تزول (وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) فهلا فعلتم وقلتم مثل ذلك يا أصحاب محمد (فَآتاهُمُ اللهُ) ، وقرأ الجحدري : فأثابهم الله من


[١] تفسير الطبري : ١ / ٥٦٨ ، شرح نهج البلاغة : ١٧ / ٧.

[٢] تاريخ مدينة دمشق : ٤٩ / ١٣٣.

[٣] سورة الأعراف : ٨٢.

[٤] سورة الجاثية : ٢٥.

نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست