ومعنى الآية :
فـ (ما ضَعُفُوا) عن الجهاد لما نالهم من ألم الجراح ، وقيل : الأصحاب
وما عجزوا لقتل نبيّهم.
قال قتادة
والربيع : يعني ما ارتدّوا عن بصيرتهم ودينهم ، ولكنهم قاتلوا على ما قاتل عليه
نبيهم حتى لحقوا بالله ، السدي : وما ذلّوا ، عطاء : وما تضرّعوا ، مقاتل : وما
استسلموا وما خضعوا لعدوهم ، أبو العالية : وما جبنوا ، المفضل والقتيبي : وما
خشعوا ، ومنه أخذ المسكين لذله وخضوعه وهو مفعيل منه ، مثل معطير من العطر ومنديل
من الندل ، وهو دفعه من واحد إلى آخر ، وأصل الندل السوق ، ولكنهم صبروا على أمر
ربّهم وطاعة نبيّهم وجهاد عدوهم.
قرأ الحسن وابن
أبي إسحاق : (قَوْلُهُمْ) بالرفع على اسم كان وخبره في قوله : (أَنْ قالُوا).
وقرأ الباقون :
بالنصب على خبر كان والاسم في أن ، قالوا تقديره : وما كان قولهم إلّا قولهم كقوله
: (وَما كانَ جَوابَ
قَوْمِهِ)[٣] و (ما كانَ حُجَّتَهُمْ)[٤] ونحوهما ، ومعنى الآية : (وَما كانَ قَوْلَهُمْ) عند قتل نبيّهم (إِلَّا أَنْ قالُوا
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا) يعني خطايانا الكبار ، وأصله مجاوزة الحد (وَثَبِّتْ أَقْدامَنا) كيلا تزول (وَانْصُرْنا عَلَى
الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) فهلا فعلتم وقلتم مثل ذلك يا أصحاب محمد (فَآتاهُمُ اللهُ) ، وقرأ الجحدري : فأثابهم الله من
[١] تفسير الطبري :
١ / ٥٦٨ ، شرح نهج البلاغة : ١٧ / ٧.