نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 163
وروى سعيد بن
مسروق عن يزيد بن حيان قال : دخلنا على زيد بن أرقم فقلنا له : لقد صحبت رسول الله
صلىاللهعليهوسلم وصليت خلفه؟ قال : نعم ، وإنه خطبنا فقال : «إني تارك
فيكم كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة»
[١٣٤] [١].
وروى عطية
العوفي عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله يقول : «يا أيها الناس إني قد
تركت فيكم خليفتين إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحد هما أكبر من الآخر كتاب الله
جل جلاله من السماء وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض»
[١٣٥] [٢].
فقال مقاتل بن
حيان : (بِحَبْلِ اللهِ) أي بأمره وطاعته.
أبو العالية :
بإخلاص التوحيد لله عزوجل. ابن زيد : بالإسلام.
(وَلا تَفَرَّقُوا) كما تفرقت اليهود والنصارى.
وروى الأوزاعي
عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن
امتي ستفترق على اثنى وسبعين فرقة كلها في النار إلّا واحدة» فقيل يا رسول الله
وما هذه الواحدة؟ قال فقبض يده ، وقال : «الجماعة» [١٣٦] ثم قرأ (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا
تَفَرَّقُوا)[٣].
وروى أبان بن
تغلب عن جعفر بن محمد : نحن حبل الله الذي قال الله : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا
تَفَرَّقُوا).
أخبرني محمد بن
كعب القرظي عن أبي سعيد : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الله رضى لكم ثلاثا وكره لكم ثلاثا : رضى لكم
أن تعبدوا (اللهَ وَلا تُشْرِكُوا
بِهِ شَيْئاً) وأن تعتصموا (بِحَبْلِ اللهِ
جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا) لمن ولّاه الله أمركم ، وكره لكم القيل والقال وكثرة
السؤال وإضاعة المال» [٤] [١٣٧].
وعن عبد الله
بن بارق الحنفي عن سماك ـ يعني الحنفي ـ قال : قلت لابن عباس : قوم يظلموننا
ويعتدون علينا في صدقاتنا ألا تمنعهم؟ فقال : لا يا حنفي أعطهم صدقتهم وإن أتاك
أهدل الشفتين منتفش المنخرين ـ يعني زنجيا ـ فأعطه ، فنعم القلوص قلوص يأمن بها
المرؤوس عروسه ووطنه ـ يعني امرأته ـ وقربة اللبن يا حنفي الجماعة الجماعة ، إنما
هلكت الأمم الخالية بتفرقها أما سمعت قول الله : (جَمِيعاً وَلا
تَفَرَّقُوا).