قوله : (وَما يَسْطُرُونَ) يكتبون ، ويجوز أن يكون معناه ويسطرهم يعني السفرة.
وقيل : جمع الكتبة (ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ
رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) يعني أنّك لا تكون مجنونا وقد أنعم الله عليك بالنبوّة.
وقيل : بعصمة ربّك.
وقيل : هو كما
يقال : ما أنت بمجنون والحمد لله. وقيل : معناه ما أنت بمجنون والنعمة لربّك
كقولهم : سبحانك اللهمّ وبحمدك ، أي والحمد لك. وقال لبيد :
(وَإِنَّ لَكَ
لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ) غير مقطوع ولا منقوص من قولهم : حبل منين إذا كان غير
متين.
(وَإِنَّكَ لَعَلى
خُلُقٍ عَظِيمٍ) قال ابن عباس ومجاهد : دين عظيم ، وقال الحسن : كان
خلقه آداب القرآن ، ونقلت عائشة عن خلق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ورضي عنها فقالت : كان خلقه القرآن.
وقال قتادة :
هو ما كان يأتمر به من أمر الله وينتهي عنه من نهي الله ، وقال جنيد : سمي خلقه
عظيما لأنّه لم يكن له همّة سوى الله.
وقال الواسطي :
لأنّه جاد بالكونين عوضا عن الحقّ. وقيل : لأنّه عاشرهم بخلقه وزايلهم