فجعل الوسادة
هي التي لا ترقد والمعنى لصاحب الوسادة.
(وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ
سَبْعاً شِداداً * وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً) مضيئا منيرا وقّادا حارّا وهي الشمس. (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ) قال مجاهد ومقاتل وقتادة : يعني الرياح التي تعصر
السحاب ، وهي رواية العوفي عن ابن عباس ومجازه على هذا التأويل بالمعصرات (مِنَ) بمعنى الباء كقوله سبحانه : (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ)[٢] وكذلك كان عكرمة يقرأها وأنزلنا بالمعصرات وروى الأعمش
عن المنهال عن ابن عمرو وعن قيس بن سكن قال : قال عبد الله في قوله : (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً
ثَجَّاجاً) قال : بعث الله سبحانه الريح فحمل الماء من الماء فتدرّ
كما تدر اللقحة [٣] ثم يبعث الماء كأمثال العزالي فتضرب به الرياح فينزل
متفرّقا [٤].
قال المؤرّخ :
المعصرات : ذوات الأعاصير ، وقال أبو العالية والربيع والضحاك : هي السحاب التي
تجلب المطر ولم تمطر كالمرأة المعصر ، وهي التي دنا حيضها ، قال أبو النجم : قد
أعصرت أو قد دنا اعصارها.
وهذه رواية
الوالي عن ابن عباس. قال المبرّد : المعصرات الفاطرات ، وقال ابن كيسان : المغيثات
من قوله (يَعْصِرُونَ) وقال أبي بن كعب والحسن وسعيد بن جبير وزيد بن أسلم
ومقاتل بن حيان : (مِنَ الْمُعْصِراتِ) أي من السموات.
(ماءً ثَجَّاجاً) أي صبابا ، وقال مجاهد : مدرارا ، قتادة : متتابعا
يتلوا بعضه بعضا ، وقال ابن زيد : كثيرا.
(لِنُخْرِجَ بِهِ
حَبًّا وَنَباتاً وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً) مجتمعه ملتفة بعضه ببعض وواحدها ألفّ في قول [نحاة]
البصرة وليس بالقوى وفي قول الآخرين واحدها لف ولفيف وقيل : هو جمع الجمع يقال :
جنّة لفا [وبنت] لف وجنان لف بضم اللام ثم تجمع اللف ألفافا.