نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 1 صفحه : 93
أي ثم السلام
عليكما.
ومعناه : بالله
تكوّنت الموجودات ، وبه قامت المخلوقات. وأدخلوا الاسم فيه ليكون فرقا بين
المتيمّن والمتيمّن به. فأمّا معنى الاسم ، فهو المسمى وحقيقة الموجود ، وذات
الشيء وعينه ونفسه واسمه ، وكلها تفيد معنى واحدا. والدليل على أن الاسم عين
المسمّى قوله تعالى : (إِنَّا نُبَشِّرُكَ
بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى)[١] ، فأخبر أنّ اسمه يحيى ، ثمّ نادى الاسم وخاطبه فقال : (يا يَحْيى)[٢]. فيحيى هو الاسم ، والإسم هو يحيى.
وقوله تعالى : (ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً
سَمَّيْتُمُوها)[٣] وأراد الأشخاص المعبودة ؛ لأنهم كانوا يعبدون
المسمّيات.
وقوله تعالى : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)[٤] ، و (تَبارَكَ اسْمُ
رَبِّكَ)[٥].
وقوله صلىاللهعليهوسلم : «لتضربنّ مضر عباد الله حتّى لا يعبد له اسم» [٦] [١٣] أي حتى
لا يعبد هو.
ثم يقال :
رأينا للتسمية اسم ، واستعمالها في التسمية أشهر وأكثر من استعمالها في المسمّى ،
ولعل الاسم أشهر ، وجمعه : أسماء ، مثل قنو وأقناء ، وحنو وأحناء ، فحذفت الواو
للاستثقال ، ونقلت حركة الواو إلى الميم فأعربت الميم ، ونقل سكون الميم إلى السين
فسكنت ، ثم أدخلت ألف مهموزة لسكون السين ؛ لأجل الابتداء يدلّك عليه التصغير
والتصريف يقال : سميّ وسميّة ؛ لأن كل ما سقط في التصغير والتصريف فهو غير أصلي.
واشتقاقه من (سما) (يسمو) ، فكأن المخبر عنه بأنه معدوم ما دام معدوما فهو في درجة
يرتفع عنها إذ وجد ، ويعلو بدرجة وجوده على درجة عدمه. والإسم الذي هو العبارة
والتسمية للمخبر والصفة للمنظر.
وأصل الصفة
ظهور الشيء وبروزه ، والله أعلم.
فأمّا ما ورد
في تفسيرها بتفصيلها فكثير ، ذكرت جلّ أقاويلها في حديث وحكاية.
أخبرنا الأستاذ
أبو القاسم بن محمد بن الحسن المفسّر ، حدّثنا أبو الطيّب محمد بن أحمد ابن حمدون
المذكر ، أخبرنا أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد ، حدّثنا أحمد بن هشام
الأنطاكي ، حدّثنا الحكم بن نافع عن إسماعيل بن عبّاس عن إسماعيل عن يحيى عن أبي
مليكة عن مسعود بن عطيّة العوفي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن عيسى بن