نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 1 صفحه : 186
يعقوب ، قالت أمه : هو ابنك ، فادع له ، قال : قدم طعامك فقدّمه فأكل منه ،
ثم قال : أدن مني ، فدنا منه ، فدعا له أن يجعل في ذريته الأنبياء والملوك. وقام
يعقوب وجاء عيص فقال : قد جئتك بالصيد الذي أمرتني به. فقال : يا بني قد سبقك أخوك
يعقوب ، فغضب عيص وقال : والله لأقتلنه ، قال : يا بني قد بقيت لك دعوة ، فهلم أدع
لك بها ، فدعا له فقال : تكون ذريتك عددا كثيرا كالتراب ولا يملكهم أحد غيرهم ...]
[١].
(اذْكُرُوا) ....
روى الشعبي عن
النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ، ومن لم يشكر
الناس لم يشكر الله ، والمحدث بنعمة الله شاكر وتاركها كافر ، والجماعة رحمة
والفرقة عذاب» [٨٤] [٢].
(نِعْمَتِيَ) أراد نعمي أعطها وهي واحد [بمعنى الجمع] وهو قوله تعالى
(وَإِنْ تَعُدُّوا
نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها)[٣] والعدد لا يقع على الواحد.
(الَّتِي أَنْعَمْتُ
عَلَيْكُمْ) أي على أجدادكم ، وذلك أن الله تعالى فلق لهم البحر
وأنجاهم من فرعون وأهلك عدوّهم فأورثهم ديارهم وأموالهم ، وظلل (عَلَيْهِمُ الْغَمامَ) في التيه من حر الشمس ، وجعل لهم عمودا من نور يضيء لهم
بالليل إذا لم يكن ضوء القمر ، وأنزل (عَلَيْهِمُ الْمَنَّ
وَالسَّلْوى) ، وفجّر لهم اثني عشرة عينا [وأنزل] [٤] عليهم التوراة
فيها بيان كلّ شيء يحتاجون إليه في نعم من الله كثيرة لا تحصى.
(أَوْفُوا بِعَهْدِي) الذي عهدت إليكم (أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) أدخلكم الجنّة وأنجز لكم ما وعدتكم.
فقرأ الزهري :
أوفّ بالتّشديد على التأكيد يقال : ووفّى وأوفى كلّها بمعنى [واحد] وأصلها
الإتمام.
قال الكلبي :
عهد الى بني إسرائيل على لسان موسى : إنّي باعث من بني إسماعيل نبيّا أميّا فمن
اتّبعه [وآمن] [٥] به عفوت عن ذنبه وأدخلته الجنة وجعلت له أجرين إثنين ،
وهو قوله : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ
مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا
تَكْتُمُونَهُ)[٦] يعني أمر محمد صلىاللهعليهوسلم.
[١] في المخطوط بياض
وأكملنا القصة من تاريخ الطبري : ١ / ٢٤٤ ـ ٢٢٥.
[٢] مسند أحمد : ٤ /
٢٧٨ ؛ والشكر لله لابن أبي الدنيا : ٧.