responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعالبي (الجواهر الحسان في تفسير القران) نویسنده : الثعالبي، أبو زيد    جلد : 5  صفحه : 286
والشهيد: العمل [1] ، وقيل: الشهيد: الجوارح، وقال بعض النظار: سائق اسم جنس وشهيد كذلك، فالسَّاقَةُ للناس ملائكة مُوَكَّلُون بذلك، والشهداء: الحَفَظَةُ في الدنيا، وكل مَنْ يشهد.
وقوله سبحانه: كُلُّ نَفْسٍ يعمُّ الصالحين وغيرهم فإنَّما معنى الآية شهيد بخيره وشَرِّهِ، ويقوى في شهيد اسم الجنس، فتشهد الملائكة، والبِقَاعُ والجوارحُ وفي الصحيح:
«لا يسمع مدى صوت المؤذن إنس، ولا جِنٌّ، وَلاَ شَيْءٌ إلاَّ شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [2] .
وقوله سبحانه: لَقَدْ كُنْتَ قال ابن عباس وغيره: أَي: يقال للكافر [3] : لقد كنتَ في غفلة من هذا، فلمَّا كُشِفَ الغطاءُ عنك الآنَ احْتَدَّ بصرُك، أي: بصيرتك وهذا كما تقول: فلان حديد الذِّهْنِ ونحوه، وقال مجاهد [4] : هو بصر العين، أي: احْتَدَّ التفاته إلى ميزانه، وغيرِ ذلك من أهوال القيامة.
والوجه عندي، في هذه الآية، ما قاله الحسن وسالم بن عبد اللَّه [5] : إنَّها مُخَاطَبَةٌ للإِنسان ذي النفس المذكورة من مؤمن وكافر، وهكذا، قال الفخر [6] : قال: والأقوى أنْ يقال: هو خطاب عامٌّ مع السامع، كأنَّهُ يقول: ذلك ما كنتَ منه تحيد أيُّها السامع، انتهى، وينظر إلى معنى كشف/ الغطاء قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «النّاس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا» [7] .

[1] ذكره ابن عطية (5/ 161) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (6/ 123) ، وعزاه لابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم في «الكنى» ، وابن مردويه، والبيهقي.
[2] أخرجه البخاري (2/ 104) كتاب «الأذان» باب: رفع الصوت بالنداء (609) ، (6/ 395) كتاب «بدء الخلق» باب: ذكر الجن وثوابهم وعقابهم (3296) ، (13/ 528) كتاب «التوحيد» قول النبي صلّى الله عليه وسلّم:
«الماهر بالقرآن مع سفرة الكرام البررة، وزينوا القرآن بأصواتكم» ، (7548) ، وابن ماجه (1/ 239- 240) كتاب «الأذان والسنة فيه» باب: فضل الأذان وثواب المؤذنين (723) ، ومالك (1/ 69) كتاب «الصلاة» باب: ما جاء في النداء للصلاة (5) ، وابن خزيمة في «صحيحه» (1/ 203) كتاب «الصلاة» باب: فضل الأذان ورفع الصوت به وشهادة من يسمعه من حجر ومدر وشجر وجن وإنس للمؤذن، (389) ، والحميدي (2/ 321) ، (732) ، وأحمد (3/ 6) كلهم عن أبي سعيد الخدري مع اختلاف يسير في اللفظ.
[3] أخرجه الطبري (11/ 420) برقم: (31885) ، وذكره ابن عطية (5/ 162) ، وابن كثير في «تفسيره» (4/ 225) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (6/ 123) ، وعزاه لابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس.
[4] ذكره البغوي (4/ 223) ، وابن عطية (5/ 162) .
[5] ذكره ابن عطية (5/ 162) .
[6] ينظر: «تفسير الرازي» (14/ 142) .
[7] أورده الغزالي في «الإحياء» (4/ 23) . [.....]
نام کتاب : تفسير الثعالبي (الجواهر الحسان في تفسير القران) نویسنده : الثعالبي، أبو زيد    جلد : 5  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست