responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايسر التفاسير للجزائري نویسنده : الجزائري، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 105
أهل الكتاب والمشركين في أن الله اتخذ ولداً، إذ قالت اليهود: العزير ابن الله، وقالت النصارى: المسيح ابن الله، وقال بعض مشركي العرب: الملائكة بنات الله، ذكر تعالى قولهم اتخذ الله ولداً ثم نزه[1] نفسه عن هذا القول الباطل والفرية[2] الممقوتة، وذكر الأدلة العقلية على بطلان الدعوى.
فأولاً: مِلْكيةُ الله تعالى لما في السموات والأرض، وخضوع[3] كل من فيهما لحكمه وتصريفه وتدبيره يتنافى عقلاً مع اتخاذ ولد منهم.
ثانياً: قدرة الله تعالى المتجلية في إبداعه السموات والأرض وفي قوله للشيء كن فيكون يتنافى معها احتياجه إلى الولد[4]، وهو مالك كل شيء ورب كل شيء، وفي الآية الثالثة (118) يرد تعالى على قولة المشركين الجاهلين: {لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ} حيث اقترحوا ذلك ليؤمنوا ويوحدوا، فأخبر تعالى أن مثل هذا الطلب طلبه من قبلهم فتشابهت قلوبهم في الظلمة والانتكاس، فقد قال اليهود لموسى أرنا الله جهرة، أما رؤية الله وتكليمه إياهم فغير ممكن في هذه الحياة حياة الامتحان والتكليف، لذا لم يجب إليه أحداً من قبلهم ولا من بعدهم، وأما الآيات فما أنزل الله تعالى وبينه في كتابه من الآيات الدالة على الإيمان بالله ووجوب عبادته وتوحيده فيها، وعلى صدق نبيه في رسالته ووجوب الإيمان به واتباعه كاف ومغن عن أية آية مادية يريدونها، ولكن القوم لكفرهم وعنادهم لم يروا في آيات القرآن ما يهديهم وذلك لعدم إيقانهم، والآيات يراها وينتفع بها الموقنون لا الشاكون المكذبون.
وفي الآية الرابعة (119) يخفف تعالى على نبيه همَّ مطالبة المشركين بالآيات بأنه غير مكلف بهداية أحد ولا ملزم بإيمان آخر، ولا هو مسئول[5] يوم القيامة عمن يدخل النار من الناس، إذ مهمته محصورة في التبشير[6] والإنذار تبشير من آمن وعمل صالحاً بالفوز بالجنة

[1] وذلك بقوله: {سبحانه} مصدر معناه: التبرئة والتنزيه والمحاشاة.
[2] أحرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "قال الله تعالى: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك. فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمي إياي فقوله لي: ولد، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولداً".
[3] الخضوع هنا تفسير القنوت، والقنوت يكون بمعنى الطاعة في ذلة وانكسار وخشوع، كما هو في هذا السياق ويكون بمعنى السكوت كما في الصلاة، كقوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} أي: لا تتكلموا في صلاتكم، ويكون بمعنى الدعاء في الصلاة.
[4] من الأدلة العقلية على إبطال فرية اتخاذ الله تعالى الولد: أن الولدية تقضي التجانس، والله تعالى ليس كمثله شيء، وهو لا يجانسه شيء، ثم الولد يتنافى مع الرق والملك والله له ملك السموات والأرض، فكيف يكون الرقيق ولداً؟!.
[5] قرأ نافع وحده {ولا تَسأل} بفتح التاء وسكون اللام في قوله: {وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} ، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يا ليت شعري ما فعل أبواي" فأنزل الله تعالى هذه الآية.
[6] البشير كالنذير فعلهما بشر، وأنذر. واسم الفاعل: مبشر ومنذر، ونقل إلى بشير ونذير للمبالغة في الفعل.
نام کتاب : ايسر التفاسير للجزائري نویسنده : الجزائري، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست