٨٨ (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ) : للاستدلال بها على الصّانع ، أو ليس هو نجوم السّماء
، بل ما نجم في قلبه من الأصنام [٣] ، وقصد إهلاكها.
وقيل : كان علم
النّجوم حقا ومن النّبوة ، ثم نسخ [٤]. بل النّسخ في الأحكام وما كان من علم النّجوم ثابتا من
تصريف الله على أمور في العالم ، فذلك ثابت أبدا وما ليس بثابت اليوم من فعلها في
العالم من تلقاء أنفسها فلم يكن قطّ إلّا أن يقال : الاشتغال بمعرفتها نسخ ، فيكون
صحيحا.
٨٩ (فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ) : استدل بها على سقم في بدنه ، أو خلقت للموت فأنا سقيم
أبدا [٥].
[٣]نقل المؤلف ـ رحمهالله
تعالى ـ هذا القول في كتابه وضح البرهان : ٢ / ٢٢٩ عن الحسن رحمهالله.
[٤]نقله المؤلف في
وضح البرهان : ٢ / ٢٣٠ عن الضحاك.
وذكره الماوردي في تفسيره : ٣
/ ٤١٨ ، والقرطبي في تفسيره : ١٥ / ٩٢ عن ابن عباس رضياللهعنهما.
وقال ابن قتيبة في تأويل مشكل
القرآن : (٣٣٥ ، ٣٣٦) : «يريد علم النجوم ، أي في مقياس من مقاييسها ، أو سبب من
أسبابها ، ولم ينظر إلى النجوم أنفسها. يدل على ذلك قوله : (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي
النُّجُومِ) ، ولم يقل : إلى النجوم. وهذا كما يقال : فلان ينظر في النجوم ، إذا كان
حسابها ، وفلان ينظر في الفقه والحساب والنحو.
وإنما أراد بالنظر فيها أن
يوهمهم أنه يعلم منها ما يعلمون ، ويتعرف في الأمور من حيث يتعرفون ، وذلك أبلغ في
المحال ، وألطف في المكيدة ...».
[٥]قال الزجاج في
معانيه : ٤ / ٣٠٨ : «وإنما قال : (إِنِّي
سَقِيمٌ)
، لأن كل واحد وإن كان معافى فلا بد أن يسقم ويموت ، قال الله تعالى : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ
مَيِّتُونَ)
، أي : إنك ستموت فيما يستقبل ، كذلك قوله : (إِنِّي
سَقِيمٌ)
، أي سأسقم لا محالة».
وانظر أقوال العلماء في توجيه
هذه الآية في تأويل مشكل القرآن : ٣٣٦ ، وتفسير الطبري : ٢٣ / ٧١ ، وتفسير
الماوردي : ٣ / ٤١٨ ، وتفسير الفخر الرازي : ٢٦ / ١٤٨.