نام کتاب : اللباب في علوم الكتاب نویسنده : ابن عادل جلد : 18 صفحه : 400
والثاني: هو معطوف على «فاكهة» ، و «لا» عاطفة. قاله أبو البقاء. وحينئذ لا بد من حذف موصوف، أي: لا فاكهة مقطوعة، لئلاَّ تعطف الصفة على موصوفها. والمعنى: ليست كفواكه الدُّنيا تنقطع في أوقات كثيرة، وفي كثير من المواضع، «ولا ممنوعة» أي: لا تمنع من الناس لغلوّ أثمانها. وقيل: لا يحظر عليها كثمار الدنيا. وقيل: لا تمنع من أرادها بشوك، ولا بُعد ولا حائط، بل إذا اشتهاها العبد دنت منه حتى يأخذها، قال تعالى: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً} [الإنسان: 14] . قوله: {وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ} . العامة: على ضم الراء، جمع: «فِرَاش» . وأبو حيوة: بسكونها، وهي مخففة من المشهورة. و «الفُرُش» : قيل: هي الفراش المعهُودة، مرفوعة على الأسرة. وقيل: هي كناية عن النساء كما كنى عنهن باللِّباس، أي: ونساء مرتفعات الأقدار في حسنهن وكمالهن، والعرب تسمي المرأة فراشاً ولباساً وإزاراً، قاله أبو عبيدة وغيره. قالوا: ولذلك أعاد الضمير عليهن [في قوله] : «إنَّا أنْشَأناهُنّ» . وأجاب غيرهم بأنه عائد على النساء الدَّال عليهن الفراش. وقيل: يعود على الحور المتقدمة. وعن الأخفش: «هُنّ» ضمير لمن لم يجر له ذكر، بل يدل عليه السياق. وقيل: مرفوعة القدر، يقال: ثوب رفيع أي: [عزيز] مرتفع القدر والثمن، بدليل قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} [الرحمن: 54] فكيف ظهائرها؟ وقيل: مرفوعة بعضها فوق بعض. «وروى التِّرمذي عن أبي سعيد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ في قوله تعالى: {وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ} قال:» ارْتفَاعُهَا كما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ مَسِيرةَ خَمْسمائة عامٍ «قال: حديث غريب» .
نام کتاب : اللباب في علوم الكتاب نویسنده : ابن عادل جلد : 18 صفحه : 400