responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير المنير للزحيلي نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 30  صفحه : 139
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ وأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ بينهما مقابلة.
إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ، وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ ... إلخ سجع مرصع: وهو توافق الفواصل مراعاة لرؤوس الآيات.

المفردات اللغوية:
انْشَقَّتْ تشققت وتصدعت. وَأَذِنَتْ لِرَبِّها استمعت له، وانقادت لتأثير قدرته حين أراد انشقاقها، انقياد المطواع الذي يأذن للأمر، والأذن: هو الاستماع للشيء والإصغاء إليه «1» .
ويكون انشقاقها بالغمام، كما قال تعالى: وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ [الفرقان 25/ 25] .
وَحُقَّتْ وحق لها أن تسمع وتطيع وتنقاد. مُدَّتْ بسطت واتسعت رقعتها بزوال جبالها وآكامها وأبنيتها. وَأَلْقَتْ ما فِيها من الموتى والكنوز إلى ظاهرها. وَتَخَلَّتْ تكلفت في الخلو أقصى جهدها، حتى لم يبق في باطنها شيء. وَأَذِنَتْ لِرَبِّها سمعت وأطاعت في ذلك، أي في الإلقاء والتخلية. وَحُقَّتْ حق لها أن تسمع وتطيع، وذلك كله يوم القيامة.
وجواب إِذَا وما عطف عليها محذوف دل عليه ما بعده تقدير: لقي الإنسان عمله، أو بعثتم.
كادِحٌ جاهد ومجدّ في عملك. إِلى رَبِّكَ إلى لقاء ربك، وهو الموت.
فَمُلاقِيهِ ملاق عملك من خير أو شر يوم القيامة. فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ أعطي كتاب عمله. بِيَمِينِهِ هو المؤمن. حِساباً يَسِيراً سهلا لا يناقش فيه، بأن يعرض عليه عمله، كما في حديث الصحيحين، ثم يتجاوز عنه،
وفي الحديث المذكور: «من نوقش الحساب عذّب» .
وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً أي يرجع في الجنة إلى عشيرته المؤمنين، مسرورا بحسابه اليسير.
مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ هو الكافر، يؤتى كتاب عمله بشماله من وراء ظهره، قيل:
يغل يمناه إلى عنقه، ويجعل يسراه وراء ظهره. فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً ينادي عند رؤية ما فيه هلاكه، قائلا: يا ثبوراه، وهو الهلاك. وَيَصْلى سَعِيراً يقاسي نارا مستعرة، ويدخل نارا شديدة. إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً كان في عشيرته في الدنيا فرجا بطرا باتباعه لهواه.
يَحُورَ يرجع، والمراد: أنه لن يرجع إلى ربه. بَلى أي بلى يحور ويرجع إليه، فهو إيجاب لما بعد لَنْ أي جواب لما بعد النفي، أي نعم يرجع. إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً عالما بأعماله وبرجوعه إليه، فلا يهمله، بل يرجعه ويجازيه.

(1)
قال صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ما أذن اللَّه لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن» أي يتلوه يجهر به (النهاية لابن الأثير: 1/ 33) .
نام کتاب : التفسير المنير للزحيلي نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 30  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست