responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير المنير للزحيلي نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 27  صفحه : 313
وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَأَقْرَضُوا: إما معطوف على ما في صلة الألف واللام في قوله: الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ على تقدير: إن الذين تصدقوا وأقرضوا، وإما أن يكون:
وَأَقْرَضُوا اللَّهَ اعتراضا بين اسم إِنَّ وخبرها، وهو يُضاعَفُ لَهُمْ وجاز هذا الاعتراض، لأنه يؤكد المعنى الأول من التصدق.
وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ مبتدأ، وخبره: لَهُمْ أَجْرُهُمْ.

البلاغة:
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها استعارة تمثيلية، استعار إحياء الأرض بالنبات لإحياء القلوب القاسية بالقرآن وتلاوته.

المفردات اللغوية:
أَلَمْ يَأْنِ ألم يأت وقته، يقال: أنى الأمر أنيا وأناء وإناء: إذا جاء أناه، أي وقته.
أَنْ تَخْشَعَ تخشى وتخاف. لِذِكْرِ اللَّهِ وعظه وإرشاده. وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ هو القرآن. أُوتُوا الْكِتابَ هم اليهود والنصارى، والمراد النهي عن مماثلة أهل الكتاب فيما حكى الله عنهم بقوله: فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ الزمن، أي طال العهد بينهم وبين أنبيائهم. فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ صلبت ولم تلن لذكر الله. فاسِقُونَ خارجون عن حدود دينهم، مخالفون للأوامر والنواهي.
اعْلَمُوا خطاب للمؤمنين المذكورين في الآية السابقة. أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها يحييها بالماء والنبات بعد جدبها، فكذلك يفعل بقلوبكم يردها إلى الخشوع، وهذا تمثيل لإحياء القلوب القاسية بالذكر والتلاوة. قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ أوضحنا لكم الآيات الدالة على قدرتنا بهذا البيان هنا وغيره، وهي الحجج. تَعْقِلُونَ تتدبرون.
إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ أي الذين تصدقوا واللاتي تصدقن بأموالهم على المحتاجين من التصدق: أدغمت التاء في الصاد، وفي قراءة بتخفيف الصاد فيهما من التصديق: الإيمان.
وَأَقْرَضُوا اللَّهَ راجع إلى الذكور والإناث معا بطريق التغليب. قَرْضاً حَسَناً صدقة مقرونة بالإخلاص ابتغاء مرضاة الله، بلا من ولا أذى ولا إرادة جزاء من المحتاج المعطى. يُضاعَفُ لَهُمْ يضاعف الله لهم ثواب عملهم، وفي قراءة يضعّف بالتشديد، أي قرضهم. وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ثواب جميل ورزق باهر.
أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ المبالغون في التصديق، أي أولئك عند الله بمنزلة الصديقين وهم الذين كثر صدقهم وصار سجية لهم. وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ هم الذين قتلوا في سبيل الله، جمع

نام کتاب : التفسير المنير للزحيلي نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 27  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست