responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير المنير للزحيلي نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 23  صفحه : 156
البلاغة:
فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ استعارة تمثيلية، شبه العذاب النازل بهم بجيش هجم عليهم بغتة، فلم ينتصحوا بكلام ناصح، ولا استعدوا للدفاع، حتى هزمهم وأفناهم.

المفردات اللغوية:
وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ أي وعدناهم بالنصر والغلبة، وذلك بقوله تعالى:
لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي [المجادلة 58/ 21] وقوله هنا: إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ. وإنما سماها كلمة وهي كلمات لانتظامها في معنى واحد.
إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ الغالبون في الحرب وغيرها، وهذا باعتبار الغالب، وبشرط نصرة دين الله. إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ
أي إن جندنا المؤمنين أتباع الرسل غالبون الكفار في الدنيا بالحجة والنصرة عليهم، فإن لم ينتصروا في الدنيا انتصروا في الآخرة.
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ أعرض عنهم. حَتَّى حِينٍ أي إلى أن يحين موعد نصرك عليهم وهو في عهد النبوة يوم بدر أو يوم الفتح- فتح مكة. وَأَبْصِرْهُمْ انظر إليهم وارتقب ما ينالهم من الأسر والقتل في الدنيا، والتعذيب في الآخرة حين نزول العذاب بهم. فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ عاقبة كفرهم، وما قضينا لك من التأييد والنصر في الدنيا، والثواب في الآخرة. وسوف للوعيد لا للتبعيد.
أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ؟ هذا قول من الله يتضمن التهديد لهم، روي أنه لما نزل.
فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ قالوا: متى هذا؟ فنزل قوله تعالى: فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ أي إذا نزل العذاب بفنائهم: وهو المكان الواسع، قال الفراء: العرب تكتفي بذكر الساحة عن القوم. فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ أي بئس صباحا صباح المنذرين بالعذاب. وفيه إقامة الظاهر مقام المضمر لتسجيل صفة الإنذار عليهم.
وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ كرره تأكيدا لتهديدهم، وتسلية للنبي ص. رَبِّ الْعِزَّةِ الغلبة والقوة. عَمَّا يَصِفُونَ بأن له ولدا. وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ المبلغين عن الله التوحيد والشرائع. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ على نصرهم وهلاك الكافرين.

سبب النزول: نزول الآية (176) :
أَفَبِعَذابِنا..: أخرج جويبر عن ابن عباس قال: قالوا: يا محمد، أرنا

نام کتاب : التفسير المنير للزحيلي نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 23  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست