responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير المنير للزحيلي نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 10  صفحه : 305
والمؤمنون يطيعون الله ورسوله، بفعل ما أمرا به، وترك ما نهيا عنه، والمنافقون فاسقون متمردون خارجون عن الطاعة.
وبسبب هذه الصفات التي يتصف بها أهل الإيمان استحقوا الرحمة:
أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ أي سيرحم الله من اتصف بهذه الصفات، ويتعهدهم برحمته في الدنيا والآخرة، وذكر حرف السين في قوله سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ للتوكيد والمبالغة، ويقابل هذا نسيانه تعالى المنافقين من رحمته: نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ فهو تعالى كما وعد المنافقين نار جهنم، فقد وعد المؤمنين الرحمة المستقبلة وهي ثواب الآخرة.
إن الله عزيز لا يمتنع عليه شيء من وعد ولا وعيد، حكيم لا يضع شيئا في غير موضعه، فلا حائل يحول بينه وبين عباده من رحمة أو عقوبة، وهو الحكيم المدبر أمر عباده على وفق العدل والحكمة والصواب، فيخص المؤمنين بالجنة والرضوان، ويخص المنافقين بالنار والعذاب والغضب.
ثم فصل الله تعالى ما وعد به المؤمنين من الرحمة، فأبان أن تلك الرحمة تشمل خيرات كثيرة ونعيما مقيما في جنات: بساتين مشجرة تغطي ما تحتها، تجري الأنهار من تحت أشجارها، فتزيدها جمالا، وهم خالدون ماكثون فيها أبدا، ولهم فيها مساكن طيبة أي حسنة البناء طيبة القرار، كما جاء في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال: «جنتان: من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه، في جنة عدن» ثم
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: «إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها ستون ميلا في السماء، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم، لا يرى بعضهم بعضا» .
وفي الصحيحين أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه: «إن في الجنة مائة

نام کتاب : التفسير المنير للزحيلي نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 10  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست