نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 463
«إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم» فإن المستعار له : الريح ، والمستعار منه :
ذات النتاج ، والمستعار العقيم ، وهو عدم النتاج ، والمشاركة بين المستعار له
والمستعار منه في عدم النتاج وهو شيء معقول.
٣ ـ استعارة
المحسوس للمعقول وهي ألطف من المركّبة.
ومثالها قوله
تعالى : «بل نقذف بالحقّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق». فالقذف والدفع مستعاران
، وهما محسوسان ، والحق والباطل مستعار لهما ، وهما معقولان ، ومثله قوله تعالى : «ضربت
عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس» فالمستعار الحبل وهو
محسوس ، والمستعار له العهد وهو معقول ، والمشاركة بينهما في الاتصال ، لأن العهد
يصل بين المعاهد والمسلم كما يصل الحبل بين المرتبطين ، وهو شيء محسوس ، ومن هذا
القسم قوله تعالى : «فاصدع بما تؤمر» ، فالمستعار منه الزجاجة ، والمستعار الصدع
وهو الشقّ ، والمستعار له هو عقوق المكلفين ، والمعنى صرّح بجميع ما أوحي إليك ،
وبين كل ما أمرت ببيانه ، وإن شق ذلك على بعض القلوب فانصدعت ، والمشابهة بينهما
فيما يؤثره التصديع في القلوب ، فيظهر أثر ذلك على ظاهر الوجوه من التّقبّض
والانبساط ، ويلوح عليها من علامات الإنكار والاستبشار كما يظهر ذلك على ظاهر
الزجاجة المصدوعة من المطروقة في باطنها. يروى أن بعض الأعراب لما سمع هذه اللفظات
الثلاث سجد فقيل : لم سجدت؟ فقال : سجدت لفصاحة هذا الكلام.
٤ ـ استعارة
المعقول للمحسوس بالاشتراك في أمر معقول.
ومثالها قوله
تعالى : «إنا لماطغى الماء حملناكم في الجارية» فالمستعار له كثرة الماء وهي
حسّيّة ، والمستعار منه التكبر وهو عقلي ، والجامع
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 463