نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 438
٢ ـ القول في
مهما : قال سيبويه : وسألت الخليل عن «مهما» فقال : هي «ما» أدخلت معها «ما»
ولكنهم استقبحوا تكرير لفظ واحد فأبدلوا الهاء من الألف التي في الأولى. وقد استدل
بعض العلماء على أنها حرف بقول زهير بن أبي سلمى :
ومهما تكن
عند امرئ من خليقة
وإن خالها
تخفى على الناس تعلم
فأعرب هؤلاء «خليقة»
اسما لتكن ، ومن زائدة ، فتعيّن خلو الفعل من الضمير ، ولم يكن لـ «مهما» محل من
الإعراب ، إذ لا يليق بها إلا الابتداء ، والابتداء متعذّر لعدم وجود رابط ، وإذا
ثبت أن لا موضع لها تعين كونها حرفا ، والتحقيق أن اسم تكن مستتر ، ومن خليقة
تفسير لمهما ، ومهما مبتدأ ، والجملة خبر ، وفي الآية الضميران في «به» و «بها»
راجعان لمهما ، إلا أن أحدهما ذكّر على اللفظ ، والآخر أنّث على المعنى ، لأنه في
معنى الآية.
وهذا الذي
أنكره الزمخشري من أن «هما» لا تأتي ظرف كان ، قد ذهب إليه ابن مالك ، ذكره في
التسهيل وغيره من تصانيفه ، إلا أنه لم يقصر مدلولها على أنها ظرف زمان ، بل قال :
وقد ترد «ما» و «مهما» ظرفي زمان ، وقال في أرجوزته الطويلة المسماة بالشافية
الكافية :
وقد أتت مهما
وما ظرفين في
شواهد من
يعتضد بها كفى
وقال في شرح
البيت : جميع النحويين يجعلون «ما» و «مهما» مثل «من» في التجرد عن الظرف ، مع أن
استعمالهما ظرفين ثابت في استعمال الفصحاء من العرب ، وأنشد أبياتا عن العرب زعم
فيها أن
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 438