نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 436
خاص له بواعثه وأعراضه ، وأولها ضعف الأعصاب ، فالرجل السليم لا يتطيّر ولا
يتشاءم ، لأنه ينتظر من الدنيا خيرا ، ولا يحس النفرة بينه وبينها ، ومن ثم لا يحس
الخوف ولا التطيّر منها ، ويمكن أن نعتبر الطيرة أنها تشاؤم مؤقت استدعته ظروف
طارئة ، وجوّ يلائم حالات اليأس والتشاؤم العارضة ، فاذا بالمتطيّر يتسلف الفزع من
الشر قبل وقوعه.
ابن الرومي شاعر التطيّر :
ومن شعرائنا
الذين اشتهروا بالطيّرة ابن الرومي ، فقد كان يشعر من قرارة نفسه أنه فروقة حذور ،
وهو في الوقت نفسه يشعر أن حذره لا يدفع عنه ما هو مراد به ، ولكنه يرى أنه لا
مندوحة له عنه للاعتصام به ، وليستشعر الأمن الذاهب والقلق الواجف :
فآمن ما يكون
المرء يوما
إذا لبس
الحذار من الخطوب
ويرى بعض
النقاد أن من روافد الطيرة في ابن الرومي ذوق الجمال وتداعي الخواطر ، ذلك أن
النفس المطبوعة على استذواق الجمال تفرح وتهلل للمناظر المغرية الأخاذة ، وبالعكس
تنفر وتنقبض من المناظر الدميمة الشوهاء ، أما تداعي الخواطر فصاحبه فريسة للنوازع
عرضة للتأويلات التي لا مسوّغ لها يستخرج من الكلمات المهموسة ، أو الفكر الطارئة
أمورا يحذر منها المرء ويخاف ، فقد كان ابن الرومي يتطير من صديقه جعفر في حال
مرضه ، ولكنه لم يتطير منه قبل المرض ، ودعواه أن جعفرا مشتق من الجوع والفرار ،
والخان يذكّره بالخيانة :
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 436