نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 399
حرى ممطور ، حرى أن يكون غير ممطور» ، وحرى الأول بمعنى ناحية وجانب ،
والثاني بمعنى جدير وحقيق ، وممطور الأول مصاب بالمطر ، والثاني بمعنى مذهوب فيه. «ومعنى
مطرتهم :أصابتهم بالمطر ، كقوله : غاثتهم وبلتهم وجادتهم ورهمتهم ، ويقال :أمطرت
عليهم كذا بمعنى أرسلته إليهم إرسال المطر ، «فأمطر علينا حجارة من السماء» ، «وأمطرنا
عليهم حجارة من سجيل» ، ومعنى «وأمطرنا عليهم مطرا» وأرسلنا عليهم نوعا من المطر
عجيبا ، يعني الحجارة». وغاية الزمخشري من ذلك كله الرد على من يقول : مطرت السماء
في الخير ، وأمطرت في الشر ، ويتوهم أنها تفرقة وضعية ، فبيّن أن «أمطرت» معناه
أرسلت شيئا على نحو المطر وإن لم يكن ماء ، حتى أرسل الله من السماء أنواعا من
الخيرات والأرزاق مثلا كالمن والسلوى لجاز أن يقال فيه : أمطرت السماء خيرات ، أي
: أرسلتها إرسال المطر ، فليس للشر خصوصية في هذه الصيغة الرباعية ، ولكن اتفق أن
السماء لم ترسل شيئا سوى المطر ، وإلا كان عذابا ، فظن الواقع اتفاقا مقصودا في
الوضع ، فنبه الزمخشري على تحقيق الأمر فيه.
وممن فرّق بين
الثلاثي والرباعي الفيروزبادي صاحب القاموس ، قال : وأمطرهم الله لا يقال إلا في
العذاب.